رميت على آخر ايام السنة حمولات ثقيلة من ثرثرة التأليف المشحون بالمساعي للعودة الى تفاوض استانة اللبناني.. واذا كان تمثيل سنة المعارضة قد وقف عائقا امام التأليف فإن تمثيل سوريا في مؤتمر القمة الاقتصادية في بيروت سيكون اشد تعقيدا وسيتم ربطه بالتأليف وبمصير التكليف وبالرئيس سعد الحريري.. واستنادا الى مصادر سياسية داخل حكومة تصريف الاعمال فان نقطة الاختبار ستكون في مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي يسبق انعقاد قمة بيروت فاذا اتخذوا قرارا بدعوة دمشق الى القمة الاقتصادية عندها سينفذ الحريري قرار العرب ولن يتمكن من التخلف عن الاجماع العربي اما اذا تمسك بثوابته المعلنة لناحية رفض التطبيع مع سوريا فعندها قد يجد نفسه خارج الصورة التذكارية للحكومة العتيدة وسياسة النأي بالنفس هنا اصبحت مضرة بالنفوس على انواعها، اذ ان لبنان ما زال يعاند ويكابر على زمن عودة القوافل العربية الى دمشق.. فبعد ضخ الحرارة الدبلوماسية في السفارتين الاماراتية والبحرينية يرتفع عدد السفارات العربية والاجنبية التي تفتح ابوابها في سوريا الى 50 سفارة.. ومن المتوقع ان تعيد عشر دول عربية واجنبية فتح سفاراتها العام المقبل، ورفع مستوى التمثيل الديبلوماسي فيها الى رتبة سفير. ووفقا لسبوتنك الروسية فان السعودية ابلغت عددا من العواصم ان لا مانع لديها مع عودة دمشق الى جامعة الدول العربية.. فهل سيخالف الرئيس الحريري رغبة المملكة حينئذن؟ ام ان لبنان سيبادر قبل الجميع الى دعوة دمشق للجلوس على مقعدها الطبيعي في القمة، لا سيما وان ايا من المكونات السياسية المعارضة التي نبتت على عشب ثورة لم يعد يسمع بها وبشخصياتها وبرموزها المتحللة.. ادوار الى ذوبان في السياسة وفي الميدان وتحديدا بعدما قطع الجيش السوري الطريق على الطموحات التركية بالاستيلاء على اراض سورية غربي حلب وشرقي الفرات واعلن دخول قواته إلى منطقة منبج الواقعة تحت سيطرة “قوات سوريا الديموقراطية” في الشمال السوري ورفع العلم الوطني فيها.. والمقادير السورية تبعا لهذه المستجدات ستطغى على العينات المحلية في التأليف المرحل للعام الجديد ومعطيات اخر دفعة من التحركات السياسية تؤكد ان التأليف تم استئنافه لكن من النقطة صفر وليس بينها اسم جواد عدرا، وتسجل عودة اللواء عباس ابراهيم الى خطوط النار ولقاءات جمعته بالوزير جبران باسيل وتضاربت المعلومات بين من يؤكد ان التمثيل السني ما يزال من حصة الرئيس واخرين من صوب الرئاسة ينفون بقاء الوضع على ما كان عليه، لكن المؤكد وسط كل عاصفة التأليف ان باسيل شكى امره لحزب الله وسجلت الخطوط الداخلية تواصلا بينه وبين الامين العام لحزب الله عبر الحاج وفيق صفا كذلك فان اتصال التهنئة بالعيد بين السيد نصرالله ورئيس الجمهورية قد تم من خلال قناة صفا.. اما في ما خص شكوى جبران لدى الحزب على الاعلام فمع نهاية العام نوجه له الدعوة السنوية: خلي عينك عالجديد.