Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الإثنين في 02/5/2022

عيد آخر يطل على البلاد واللبنانيون صاموا على الأزمات وأفطروا عليها أما الزعماء فارتدوا رداء القداسة وابتهلوا لعافية الوطن ولنعمة راحة البال والبحبوحة وما نيل المطالب بالتمني نصف هلال التمس في لبنان، على أن تكتمل الرؤية غدا. وبعد صلوات عيد الفطر في يومه الأول تحولت المنابر إلى منصات انتخابية وأعنف خطبها كانت من مسجد محمد الأمين في وسط بيروت من هناك أصدر مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان فتواه بالمشاركة الكثيفة في الانتخابات النيابية المقبلة ورمى دريان الحرم على المقاطعة، محذرا ومنبها من خطورة الامتناع عن المشاركة في الانتخابات لأنها الوصفة السحرية لوصول الفاسدين السيئين إلى السلطة ومستعينا بضمير الغائب هاجم المفتي السلطة من دون أن يسمي أحدا فقال: هم الذين حولوا لبنان إلى دولة فاشلة تستجدي الماء والكهرباء ورغيف الخبز ولا أحد من هؤلاء الفاشلين يملك الجرأة على الاعتراف بما اقترفته يداه الملوثتان بوحول الفساد والمال الحرام وها هم يعودون من جديد إلى مسرح الجريمة يعيثون في الوطن فسادا وإفسادا.

وأمام صف الزعامات السنية الأول رفع مفتي الجمهورية “الدوز” ومن مآسي طرابلس وعكار وغيرها قال إن الأغنياء والقادرين لن ينجوا إذا هلك الفقراء، وإذا ترك الجوعى في طرابلس لظلمات البحر فإن الآمنين على مواقعهم وثرواتهم سينتشر بينهم الخوف اليوم وغدا تلا مفتي الجمهورية وصاياه بأن الاختيار لا يكون عن بعد ولا بالتمني، بل بالتغيير وباختيار الأصلح والانتخابات النيابية فرصة لتحقيق هذا التغيير سلك المفتي دريان طريق الانتخاب بالفتوى الشرعية فيما كان المستقبل يحرمها سياسيا لكونها ستقدم شرعية لحزب الله وهكذا فإن عبارة “لا تخف ولا تقلق أنا معك” الشهيرة للمفتي والموجهة إلى سعد الحريري، جرى تجييرها للصالح السني العام.

وعلى هذا الاستحقاق فإن كل حزب على قاعدته صياح ولكل مرشح من شعاره نصيب فرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل “برم لبنان” سهلا وجبلا وقاعا على وعود بالتغيير بلا طاقة على الإصلاح. وعلى خطوط التيار العالي علقت القوات اللبنانية موضوع الادعاء على الحزب بتهمة تخطي المصروف الانتخابي وقالت إن سارق الجمهورية وناهب الشعب فاته الكثير من الأخلاق، وأهم من هيئة الإشراف على الانتخابات هي الشعب الذي سيقول كلمته فاستعد جيدا حرب الإلغاء بالبيانات تواصلت، فأعاد التيار نبش القبور وشحذ الأسلحة لزوم معركة رفع الحواصل، ووصف رئيس من جاورهم في كل الحكومات بأنه صاحب التاريخ الأسود قتلا وغدرا برا وبحرا والميليشياوي الدائم ويهوذا العصر.

حرب التيار-القوات عينة عن فصيلين كانا المسبب الأول لتهجير المسيحيين في حروب الإلغاء المدمرة وعلى زمن السلم تعايشا بالمساكنة في كل الحكومات المتعاقبة تقاسما البلاد بإداراتها ووزعاها حصصا على ورق معراب تبادلا أنخاب الشامبانيا على تفاهم صار رمادا وعشية الاستحقاق النيابي في جولته الأولى على أرض الاغتراب، أعلنا النفير على ما تبقى من مسيحيين في لبنان تحت شعار المحافظة على الحقوق أما بعد استحقاق الخامس عشر من أيار ومع تشكيل الحكومة الجديدة، ما على الطرفين إلا خوض المعركة لنيل حقيبة المهجرين من حروبهم في بلاد الله الواسعة.