تبادل الرؤساء التهاني على الورق مع اللبنانيين لكن مضمونها: تعازي سياسية واوراق نعوة للتأليف فالرئيسان ميشال عون ونجيب ميقاتي طلبا في برقيات الاضحى التضحية من اجل تخطي الازمات وقال الرئيس المكلف ان العيد يقتضي منا جميعا مواجهة المرحلة بتضامن وطني وجهد دؤوب لوقف الانهيار فزايد عليه الرئيس ميشال عون بدعوته الى استخلاص العبر من معاني التضحية وسموها قائلا : فحبذا لو يضحي البعض بمصالحهم وانانياتهم من أجل مصلحة وطنهم وهناء شعبه وعلى حد السكين السياسي اتضح ان المواطن اللبناني هو الخروف للأضاحي وهو كذلك يمثل الدور نفسه في المحافل والمناسبات الوطنية واستحقاقاتها.
وكل عيد ولبنان واللبنانيين في خدمة الذبيحة السياسية اما حيال تقديم الخدمات السياحية فقد تبرع وزير السياحة وليد نصار بالحج الى الديار الرئاسية في بعبدا وزار الرئيس ميشال عون مكلفا نفسه وسيطا موفدا من الرئيس ميقاتي باعتباره صديقا للطرفين . لكن هذه المبادرة لم يتبناها الرئيس المكلف الذي صاغ بيانا صباحيا عن تعرض حكومته لحملة جائرة ومنظمة ثم مشى الى العيد خارج لبنان.
وافاد معنيون بملف التأليف ان مبادرة نصار لم تكن منسقة على خطين بل جاءت بدوافع ذاتية ومن دون تكليف من ميقاتي وبهذا النفي يكون صاحب شعار ” اهلا بهالطلة ” قد اكتفى بطلته الى بعبدا وعند هذا الخط تبدو الحكومة في حالة يأس من التأليف لا قبل ولا بعد الاعياد.
لكن فريق التيار لا يزال يراهن على اوراق قوة يملكها بحسب تعبير النائب سليم عون للجديد وهو قال : لن نقف مكتوفي الأيدي أمام المماطلة في التأليف ولسنا ضعفاء في آخر العهد , مستغربا أن يعامل رئيس الجمهورية على طريقة “منكارمك”,”شو هوي عم يشحد إسم أو وزارة أو وزارتين؟؟
وإذا كانت الحكومة مع وقف التأليف فإن تحقيقات المرفأ سبقت التعطيل الاخير زيارة وحيدة ومفاجئة قام بها القاضي طارق البيطار يوم امس الى مكتبه في قصر العدل وذلك بناء على اتصال تلقاه من محكمة التمييز يطلب اليه الحضور ليس لاستئناف العمل انما لتبلغ دعوى رد جديدة بحقه, وبذلك يواجه البيطار اربعا وثلاثين دعوى بين رد ومخاصمة هي ستة اشهر من تعطيل التحقيق لانفجار المرفأ الذي يدخل عامه الثاني بعد اقل من شهر.
وبالارقام الفراغية فان مجموع أيام الفراغ وتصريف الأعمال في عهد الرئيس ميشال عون يعادل أكثر من سنتين، من فترة ولايته البالغة ست سنوات وعلى هذا المعدل فإن الشعب اللبناني يحتل الرقم صفر في مستوى الخدمات وكل عام ونحن اضاحي من دون ان نطال فرح العيد.