اجرى العالم قراءات مختلفة لقمة جدة ولليوم الاميركي الخليجي المسكون برائحة النفط والمبني على جدار سياسي لم تخرقه اسرائيل ومع اختلاف التحليلات الا ان النقطتين اللتين لاقتا شبه اجماع تتعلقان بدور السعودية المركزي والادوار التي فشلت اسرائيل في لعبها وعلى المدى القريب فإن اولى نتائج القمة ستظهر في الذهب الاسود وسط توقعات بانخفاض سعر النفط عالميا وهذا ما رجحه مستشار وزارة الخارجية الأميركية للطاقة اموس هوكستين وفيما وعد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان برفع انتاج النفط الى ثلاثة عشر مليون برميل يوميا لفت ان وول ستريت جورنال تحدثت عن مغادرة الرئيس الاميركي جو بايدن من دون الحصول على تعهد سعودي بشأن زيادة انتاجهم وسواء صدقوا ام مرروا زيارة بايدن بوعد على صفيح ساخن فإن السعودية خالفت هذه المرة تعاليم الأمر الأميركي وتحدث مع بايدن بلغة الند ” تحدثوننا عن مقتل جمال خاشقجي نحدثكم عن سجن ابو غريب واغتيال شيرين ابو عاقلة ” وفي تشريح الزيارة ومفاعليها فإنها ارست قواعد اشتباك جديدة في المنطقة خرجت منها ايران بوضعية ” الجارة “واسرائيل بصفة الكيان الذي لم يرق بعد الى مرحلة السلام وباعتراف تل ابيب وبقلم رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الاسبق عاموس يدلين فإن زيارة بايدن لم تحقق الغاية المرجوة منها في جزئها الاسرائيلي حيث لم تستطيع ان تندمج في المنطقة في حين أن السعودية كانت الرابح الأكبر لكن رئيس الوزراء يائير لابيد اعتبر ان الخطوات الاخيرة مع السعودية هي تطبيع فعلي يتقدم بخطى صغيرة وعلى الارجح فإن هذه الخطى سوف تبقى صغيرة ويحدها المجال الجوي أما على الارض السياسية فإن كل فجور اسرائيل لضرب ايران وانشاء حلف عسكري عربي خليجي لمواجهتها قد اصطدم بجدران مانعة وما اعقب قمة الخليج الاميركية اسس لحوار مع طهران وانفتاح ايراني على السعودية عبر عنه اليوم رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية كمال خرازي معتبرا ان المحادثات السعودية الايرانية ستؤدي لتحول إقليمي وكشف ان قطر قدمت مقترحات مهمة بشأن الحوار وقد أبدينا استعدادنا الكامل لذلك وتستعد طهران يوم الثلاثاء لاستقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمشاركة في قمة ايرانية روسية تركية ومناقشة حزمة من القضايا الإقليمية والدولية، وهو ما دفع مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان إلى تصنيف زيارة بوتين بأنها تمثل “تهديدا بالغا”. وامام هذه التحولات الاقليمية الدولية فإن لبنان غائب عن الوعي الا من بيانات الترحيب لناحية ما ورد في قمة جدة ومع الاشارة الى ان البيان تضمن دعوة صريحة لانتخاب رئيس للجمهورية في الموعد الدستوري المحدد فإن القادة اللبنانيين سوف يدسون على الدستور ومواعيده مرة جديدة ويمهدون لعهد الفراغ وكأن مواعيد لم تكن .