أربطوا الأحزمة، ونتمنى لكم خلاصا آمنا في دولة الاحتجاز بعد الانهيار ولو قيض للكاتب سلمان رشدي الذي تعرض اليوم لمحاولة اغتيال في نيويورك أن يعيش في لبنان، لكانت آياته الشيطانية نزلت على المسؤولين اللبنانيين “حفر وتنزيل”، ففي لبنان يضيع الحق حين يرمى طالبه خلف القضبان، وحين تتآمر الدولة بسلطتيها الأمنية والقضائية على مواطن خرج طلبا لتحصيل وديعته في مشهد لم نر مثيلا له لا في تنفيذ القوى الأمنية لمذكرات التوقيف بجريمة المرفأ، ولا في القضاء الذي يتحرك غب الطلب.
لكن المودع بسام الشيخ حسين علم الدولة ما لم تعلم في أن تكون “قد كلمتها” هو تعهد ووفى والدولة ممثلة بالمولوي المفاوض أخلت بتعهدها فاستدرجت بطل عملية فيدرال بنك إلى فخ التحقيق والإجراء الروتيني، وبدلا من الوفاء بوعدها بإطلاق سراحه اتخذ المحامي العام التمييزي القاضي غسان خوري قرارا بتوقيف بسام الشيخ حسين، مخالفا ما جرى الاتفاق عليه أثناء المفاوضات.
دولة اللاقانون وضعت صاحب الوديعة أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الموت بغيظ فقدان والده وابنه، وإما الإقدام على استيفاء الحق بالذات وهكذا كان أما القرار القضائي بالاحتجاز ولو تحت عنوان الحق العام، فلا يمكن تعليله إلا بهز العصا في وجه أي مواطن تسول له نفسه تحصيل حقه بيده والاحتجاز بالاحتجاز يذكر، في دولة تديرها عصابة حاكمة احتجزت الدواء وجعلت المواطنين فريسة المرض، يستجدون حبة الدواء كما الرغيف والمحروقات والكهرباء, ووزير مالية يحتجز مرسوم تشكيلات الهيئة العامة لمحاكم التمييز لتعطيل التحقيق في جريمة المرفأ خدمة لمتهمين من جلدته السياسية.
فيما رأس الهرم افتتح نظارة خاصة في بعبدا لاحتجاز المراسيم من ترسيم الحدود إلى حراس الأحراش إلى التشكيلات القضائية لتستكمل مسيرة العهد باحتجاز وديعة ميقاتي لتشكيل الحكومة وبمفعول رجعي سياسي، فك لقاء كليمنصو الحجز عن مقتنيات الحوار بين حزب الله والاشتراكي.
فما جرى في الكواليس أن جنبلاط لم يناقش من قريب أو بعيد ملفي الكهرباء والصندوق السيادي واقتصر الحوار على ملفين لا ثالث لهما: الاستحقاق الرئاسي وهوية المسيرات هل هي إيرانية أم محلية الصنع؟ وهل قرار إطلاقها فوق منصة كاريش كان قرارا داخليا أم بفتوى إيرانية؟
في الرئاسة لم يجر طرح أسماء ولا إسقاط مواصفات وجرى الاتفاق على ألا يكون شخصية مستفزة لأي طرف، مع تأكيد إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري وعدم الوقوع في الفراغ وفيما يتعلق بالمسيرات أكد الحزب المؤكد في العرض الذي قدمه أمينه العام سابقا عن الفائض في تصنيع المسيرات وطرحها للبيع لمن أراد الشراء وأن المسيرات لبنانية، وهدفها تعزيز موقف لبنان في مفاوضات ترسيم الحدود وبقيمة مضافة لطمأنة جنبلاط قال الحزب: نحن لا نخوض معارك الآخرين.
وعلى مجريات اللقاء، أوكل جنبلاط لغازي العريضي نقل الأجواء إلى عين التينة فيما أوفد تيمور إلى الديمان للقاء الراعي حيث صودف وجود المرشح الدائم للرئاسة دميانوس قطار.