Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 2022/10/08

في عامه السبعين تلقى فلاديمير بوتن هدية معلقة على جسر بتكلفة ثلاثة مليارات دولار . جسر القرم البداية وإعلان لحرب مفتوحة على احتمالات برؤوس نووية حامية رأى فيها الرئيس الأميركي جو بايدن نهاية للعالم. وفي تحد صارخ للرئيس الروسي احتفل رئيس مجلس الأمن القومي الأوكراني بميلاد القيصر فاستعان بمارلين مونرو لتهنئته وأرفق المعايدة بفيديو كليب للجسر الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا وقد تم تفجيره بشاحنة مفخخة والنيران تتصاعد منه. والجسر نفسه كان بوتين قد أهدى إنجازه لرئيس حكومته ديمتري ميدفيديف قبل ستة أعوام بلوحة فنية حملت عنوان”ورشة العمل” قدمها له بعد جلسة مجلس الدولة الخاص بتشييد الجسر العملاق الذي سيربط روسيا القارية بشبه جزيرة القرم.

وبين الهدايا المتطايرة شظايا على ضفتي الحرب الروسية الأوكرانية “فلت الملق” بوتين غير ضباطه في المعركة والكرملين رأى في التفجير إعلان حرب بلبوس إرهابي أما زيلينسكي الذي يخوض الحرب بالوكالة عن قارتين فقد أخرج المارد الانتحاري من قمقمه وأعلنها تفجيرات متنقلة تستهدف ما وصفها بالبنى التحتية غيرِ الشرعية ودعا أوروبا وأميركا لاستخدام النووي ضد روسيا.

أمام حفلة الجنون هذه دخلت أوروبا وأميركا في سباق المسافات القصيرة لتأمين الغاز البديل عن الغاز الروسي على أبواب الشتاء ووزعت أضلعها السياسية على خطوط مد الأنابيب ولن يكون ملف الترسيم بين لبنان وتل أبيب بمعزل عنها ولهذه الغاية تضع الإدارة الأميركية ثقلها لإنجاز الاتفاق ومعها فرنسا التي دعت خارجيتها الجهاتِ الفاعلة كافة إلى العملِ على ذلك وبحسب معلومات الجديد فإن لبنان لم يتسلم حتى الساعة الملاحظات الإسرائيلية على عرض الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لكنه وعلى ضفة الترسيم الرئاسي شهد حراكا ملموسا على خط الشمال بجولة قام بها السفير السعودي في بيروت وليد البخاري استهلها من دارة آل كرامي واختتمها في أعالي جرود عكار.

في الجولة الاستطلاعية على مسافة أيام من الجلسة الثانية لانتخاب رئيس للجمهورية حمل رئيس تيار الكرامة فيصل كرامي البخاري وصية للمملكة لاستعادة نهج الاستقامة في لبنان وبما أن القلب على الشمال بحسب قول البخاري فقد جال في كل شرايين المدينة والتقى نوابها ومر بجبل محسن فزار مجلسه الإسلامي العلوي قبل أن يتوجه إلى عكار في جولة فرز وضم أفضت إلى موقف دبلوماسي من الاستحقاق الرئاسي إذ قال البخاري نؤكد على أهمية احترام المهل الدستورية وحرصنا على استقرار لبنان يحتم علينا هذه المسؤولية المشتركة اتجاه لبنان.لكن المسؤولية هذه لم تنسحب على أي من الأطراف المعنية بتجنيب البلاد فراغا برأسين وإذا كان ما جمعه الاستحقاق النيابي قد فرقه الاستحقاق الرئاسي فلا مفر من التوافق سبيلا لملىء أحد الفراغين لسقوط الأكثرية من يد كل الأطراف وفي هذا الإطار غرد النائب أسامة سعد قائلا: “بين “السيادي” و”الممانع” ندعو ل”وسط” نيابي… ولترشيح رئيس سياسي وطني مستقل عن المحاور الداخلية والخارجية… رئيس قادر على إدارة حوار وطني برؤية إصلاحية وإنقاذية… نريده حوارا صريحا يعطي للحياة السياسية الحيوية ويساهم بوضع البلد المثقل بالانهيارات على سكة السلامة”. وهكذا تورد الإبل يا سعد.