أطلق الرئيس نجيب ميقاتي عملية الهبوط التدريجي لمظلاته الرئاسية القابضة على صلاحيات ما بعد العهد وهو حرك أجنحته نحو بعبدا وساكنها لإلقاء نظرة الوداع على الرئيس والتأليف معا ولم يأخذ رئيس الجمهورية زيارة ميقاتي على محمل الجد.. بل هو طلب إلى الرئيس المكلف المساواة بين الجميع في تشكيل الحكومة والعودة مساء لإصدار المراسيم ولأن ميقاتي يبادل السخرية بأكثر منها، فقد غادر قبل كسوف الشمس وغطى القرص الحكومي جزئيا وكليا..
وبدأ في عد الأيام الفاصلة عن الواحد والثلاثين من هذا الشهر، محدثا ظاهرة فلكية نادرة والكسوف الحكومي معطوفا على الخسوف الرئاسي شكلا ضررا في شبكة التيار، فخرج رئيسه جبران باسيل عن أطواره معلنا النفير والتعبئة ضد نجيب ميقاتي.. واتهمه بأخذ البلد إلى الفتنة وارتكاب مجزرة دستورية “لن نسمح بها وسنواجهها بكل ما أوتينا من قوة”
وقد رد ميقاتي على ذلك بدعوة باسيل إلى التعاون، وليس إلى إطلاق الاتهامات والمواقف جزافا، واستخدام عبارات التحدي والاستفزاز وهو كلام أنهاه الرئيس المكلف مع رئيس التيار ومع السند الرئاسي لهذا التيار المتمثل في رئيس الجمهورية وبدا ميقاتي كمن يبلغهم بضرورة تبليط البحر عاجلا وقبل نفاد المهل.. لاسيما أنه سمع من عون وعبر الإعلام ترنيمة المعايير والصلاحيات مجددا.. إذ رأى رئيس الجمهورية أنه إذا حصل شغور رئاسي ستكون الحكومة الحالية منتقصة الصلاحيات.
وبالتالي لا يمكن أن تمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة وقال معترضا على مكاسب التيار في الحكومة: عندما يأتي دور التيار الوطني الحر في عملية التسمية يصار إلى التمسك بالتدخل واختيار الوزراء.
وفي هذا الموقف إاقرار رسمي بأن رئيس الجمهورية أصبح ناطقا باسم التيار وليس رئيسا جامعا لكل الأفرقاء في البلد وبدأ عون بتمرين العضلات السياسية على المعارضة من مرابض الرابية.. وقد جهز للمعركة قصر بلغت تكاليفه ستة ملايين دولار وستنطلق أول دفعة معارضة في مراسم الوداع يوم الأحد المقبل، مستبقة قوافل عودة النازحين السوريين بأربعة أيام وسكة العودة إلى سوريا نظم مسارها اليوم المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، والذي طمأن إلى أن لبنان لن يجبر أي نازح سوري على العودة.
وكشف إبراهيم أن هناك مليونين وثمانين ألف نازح سوري موجودون حاليا في لبنان.. وهو كذب وبشكل مباشر كل من يدعي أن النازحين يتعرضون للتعذيب من قبل الدولة السورية لدى عودتهم وقال ابراهيم إنه طلب أدلة من المدعين والعائدين ليسأل عنها في سوريا، لكن أحدا لم يتقدم بأدلته.