عهد واحد وثلاث حكومات ومع نهاية الشوط فوجئ من تبقى في السلطة أن هناك قرارات تحتاج إلى التئام مجلس الوزراء لبتها فضاعت الفرص تحت أقدام الحكام، وتحولت القرارات إلى كرات من عدم مسؤولية يركل بها كل طرف مرمى الطرف الآخر والنتيجة: ختم بالشمع الأحمر على احتمال مشاهدة اللبنانيين مباريات كأس العالم والاستسلام أخيرا إلى الاشتراكات.
وبعد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ناب رئيس رابطة مشجعي التعطيل جبران باسيل عن شعب لبنان العظيم، وضبط متلبسا بالصورة عند مدارج الدوحة، وعينه على الدرج الرئاسي ولقاءات يمني النفس بها لرفع منسوبه السياسي، في زيارة بناء على دعوة قطرية بلا طوابع تثبت رسميتها.
حتى اللحظة لا مبادرات تملأ الشغور الأول وباستثناء مشاريع إعادة تأهيل النحاس وتدويره وتصنيعه وتصديره فإن الخبرات الفرنسية على أرض وزارة الصناعة توقفت عند الإفادة من تصنيع الكابلات المستخدمة في تجهيزاتالطاقة الشمسية أما الكابلات الرئاسية فطاقتها مستمدة من الرياح الإقليمية وأرصادها الدولية، وفيما الحكومة منتهية الصلاحيات والقرارات، واجتماعاتها تحتاج إلى ثلث دستوري ضامن إلا أن قضايا الناس الداهمة تحتم عليها إعلان حال الطوارئ الصحية مع انعدام أدوية غسيل الكلى وانقطاع أدوية الأمراض المزمنة والمستعصية وعليها رفعت المستشفيات الخاصة إنذارها إلى أعلى مستوى، وطلبت من وزارة الصحة تسديد مستحقاتها بمفعول رجعي عن بداية العام الجاري لكن هذا الإنذار وصل إلى المرضى الذين وجدوا أنفسهم بين نارين: مستشفيات تطالب بالكاش لقاء الاستشفاء، ووزارة صحة مصابة بالعجز عن دفع مستحقاتها.
وأمام هذا الواقع فإن البلاد لا تحتاج إلى “بلاك فرايدي” فكل أيامها سود، وبطابع مفقود من التداول في الوزارات والمؤسسات الرسمية بعدما دخلت الطوابع الرسمية السوق السوداء وباتت لتخليص معاملات المواطنين طرق فرعية بأسعار خيالية وعلى من يعنيهم الأمر “بزق ولزق” لواقع الحال الذي وصلت إليه البلاد.
ومأساتنا نخفف عنها باستيراد الفرحة عبر الدوحة وإن بالتهريب أو الاشتراك المكلف وعلى عكس الجولة الأولى فقد شكلت الثانية خيبة للمنتخبات العربية حيث غادرت قطر ملاعبها وتقلصت فرص نسور قرطاج أمام الديوك الفرنسية بعد فوز الكنغر الأسترالي على المنتخب التونسي أما السعودي فلم يثبت أقدامه المرفوعة من أول مباراة فدخل بنشوة النصر على منتخب الأرجنتين، وقدم أداء رفيع المستوى ضغط على غريمه منتخب بولندا لكنه أضاع العديد من الفرص ومن بينها ضربة جزاء خسر الصقور الخضر أمام النسور البيض لكنهم لم يخسروا فرصة التأهل إلى الدور الثاني في المونديال ومعهم أسود الأطلس ونسور قرطاج و”تقدموا يا العرب”.