IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية ليوم السبت في 03/12/2022

بحالةِ طوارئ أدُخلت جلسةُ مجلسِ الوزراء إلى غرفةِ العنايةِ الفائقة لإجراءِ عمليةِ إنقاذٍ عاجلة لدولةٍ مريضَة وفقدت شفاءَها ودواءَها وقبلَ الشروعِ في استئصالِ المرض في جلسةِ العلاج يومَ الاثنين رُمِيت على جلسةِ السراي حروبُ التمثيل والصلاحيات والدستور، ووصلَ الأمر إلى التبليغِ عن الرئيس نجيب ميقاتي لصاحبِ الغِبطة بهدفِ استجرارِ الطاقةِ الكنسيَة لتقفَ ضدَّ رئيسِ حكومةِ تصريفِ الأعمال وتعدِّيهِ على الصلاحياتِ المارونيّة حزَّ هذا الأمر في نفسِ ميقاتي كما قالَ متسائلًا: كيف يمكنُ لهُم وضعُ الخِدْمات في إطارٍ طائفيّ كأنّهُ استهدافٌ لفئةٍ معيّنة؟ فهل نحنُ نفرّقُ في التقديمات والمساعدات بين مريضٍ وآخر؟ وعن قولِ البعض إنَّ ميقاتي حاكمٌ بأمرِ الثنائيّ الشعيّ قال: من يطلقُ هذهِ التُهمة “يشوف هوّي قديش عرَّض عضَلاتو لمّا كانوا داعيمنو الثنائي” وبقيتْ مقاطعةُ وزراءِ التيار أو من يعادلُهم غيرْ معلنة رسمياً، واختارَ رئيسُ التيار جبران باسيل إضاءةَ زينةِ الميلاد في البترون يرشَحُ قداسةً وايماناً، ظهرَ على صورةِ الناسكِ السياسيّ الذي لا شأنَ لهُ برذائلِ الوزراء المقاطعين أمّا القوات اللبنانية غيرُ الممثلة بالحكومة فقد أُصيبت أيضاً بعوارضِ الحِسِ المارونيّ المُضاد للأكسدة الحكومية واعتبرَ كلٌ من النائبين فادي كرم وجورج عقيص أنَّ المراسيمَ الجوّالة تُغني عن اجتماعِ الحكومة غيرِ الضروريّ واتفقَ كلٌ من التيار والقوات على أنَّ بنودَ المستشفيات والأدوية والأمراضِ المستعصية يمكنُ لها أنْ تصدرَ بمراسيم، لكنَّ نقابةَ المستشفيات “ام الصبي المريض” اعتبرت أنّهُ من دونِ إقرارِ بنودٍ تتعلقُ بتسديدِ مستحقاتِ المستشفيات سوفَ يتعذّرُ عليها استقبالُ المرضى على نفقةِ وِزارةِ الصحةِ العامة، وبالتالي، تعريضُ الكثيرِ منهُم للخطر، لاسيما مرضى غسيلِ الكُلى والأمراضِ السرطانيّة وإذا كانَ التيار والقوات قد ارتعبا على الطائفةِ المارونيّة ويحرِّضانِ على منعِ انعقادِ جلسةٍ طبية كهربائية لا يفقهانِ بشؤونِها، فالأجدى لو كانا توافقا على انتخابِ رئيسٍ للجمهورية وهو الملفُ الذي يقعُ ضِمنَ الإختصاصِ المارونيّ فلبنان القويّ والجمهوريّة القويّة لهما أنْ يؤّمنا أدويةً للعلاجِ السَرطانيّ الرئاسيّ ويتركا الطِبْ والطاقة ومستلزماتِ العيش لأهلِ الإختصاص ومن ضِمنِ الفريق سواءٌ الوزراي أو النيابيّ وإذا كان التوافقُ متاحاً في الشؤونِ المارونية لماذا لا يُجَّيرُ ريعُهُ الى انتخاباتِ الرئاسة؟ لكنَّ الطرفينِ المارونيين إحتميا برأسِ الكنيسة وصرخةِ البطريركِ الراعي التي اعربت عن خشيتها من محو الدور الفاعل المسيحي عامة والماروني خاصة. وإذ طالب الراعي بعض الافرقاء بالكشف عن نواياهم واوراقهم فإن الورقة البيضاء لم تكن وحدَها المعطل بل ان جميع القوى السياسية تشترك تكتلاتٍ وافرادا بالتعطيل عن سابق عدم انتخاب رئيس غير ان اتفاق مارونيا بين قطبين اثنين قادرا على قلب المعادلة وربما يصبح البطريرك الراعي مطالباً بالقاء الحرم الكنيسي على رعيته في اول عظة يلقيها سواء من لبنان او خارجه علّهم يتعظون.