حتما لن نبقى نعد الرصاص, ونحصي الأضرار, ونتفقد أرواحا وممتلكات…
وحتما لسنا من حملة السلاح للرد بالمثل أو فرض معادلات نارية فالجديد, وحق موظفيها عليها والرأي العام, ألا يبقى المجهول مجهولا.. وأن الذي يضربك بالنار يكشف عنه الغطاء من أعلى جسر الكولا إلى أسفل منحنياته وروائحه الكريهة التي توازي جبن رائحة الرصاص ومن أعلى مرجعية إلى أسفل القناصة الهاربين.. وجب إعلان المسؤولية من جهتين: حزب الله ممثلا بنائبه إبراهيم الموسوي وبعض علمائه، والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى لأن المعتدي إنما استند إلى سلة الاتهام الصادرة عنهما، وعبأته تصريحات ومواقف وبيانات وشكاوى وصلت إلى القضاء اتهمتنا بخدمة الصهيوينة، ونكلت بموظفين أصبحوا اليوم هدفا لكل من تسول له نفسه الاعتداء…
وكما نزلت الحملة على الجديد والإعلاميين فيها كزخ المطر.. كذلك أمطرت رصاصا في ليل،
وبدا أن الفاعلين تقصدوا الاستهداف المباشر وتسللوا من عتم الليل إلى جسر يمكنهم من الهرب أودع القناصون رصاصهم في طبقات المبنى وزرعوها بين كتب دار الفارابي..
ولكنهم لم يتمكنوا من اغتيال الكلمة وتغليب البارود على صوت الحبر وحتى لا يستمر الاعتداء في ليال أخر.. فإن الجديد تطلب رفع الغطاء عن المعتدين وإعلانا صريحا من المرجعيات الحامية بأن الجرم سيقابل بالمحاسبة وتسليم مطلقي النار..
أما إذا كانوا غير حزبيين، فتسهيل تسليمهم كما حصل في حادث العاقبية أما في الخطابات السياسية المثيرة للشحن والعصبيات، فإنها تغذي المعتدين وتمنحهم إذن عبور ناري وعلى نقيضها يأتي على صلاة جمعة كلام يحمل النقد، لكن تحده الأخلاق والقيم للعلامة السيد علي فضل الله فإبن ابيه.. يتفقد إنسانية مجتمعه في صلواته الخمس.. ويسجد ركعتين للوحدة ونبذ التطرف وهو قال اليوم: من كانت لديه كلمة طيبة فليطلقها، ومن كانت لديه كلمة تسيء إلى كرامات الناس أو أعراضهم، فليرح الواقع من تبعاتها..
وعلينا أن نتقي الله في هذا البلد الذي عمل ويعمل كثيرون ممن لا يريدون له خيرا أن يبقى منقسما على نفسه، وأن يكون بلد العصبيات والانفعالات والتوترات ليسهل العبث بأمنه واستقراره…
وأما خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والذي لم يكن واضحا ما إذا كان سيقرب مسألة الجديد، فإنه ألغي الليلة بسبب وعكة صحية ألمت بسماحته، كما أعلنت العلاقات الإعلامية للحزب.. والتي أوضحت أن السيد نصرالله أصيب بالإنفلونزا ويتلقى العلاج المناسب، على أن يطل مساء الثلاثاء المقبل.
وأمنيا أعلن وزير الداخلية بسام مولوي أن شعبة المعلومات تتابع التحقيق في الاعتداء على الجديد، وهم مصممون على الوصول إلى الحقيقة وأفاد بأن شرطة بيروت ركزت كاميرات مراقبة باتجاه جسر الكولا، استباقا لأي أمر ممكن أن يحصل.