خلايا نائمة من المطر غزت أطراف نيسان الاخيرة وفجرت نفسها في ربيع لبنان ,
تنفس الزرع وزيح الابيض الاعالي وتراكم الثلج فقطع طرقات جبلية فيما استقبلت بيروت دوائر البرد التي رشقت الشوارع والسيارات. هو مشهد على بياض لا يشبه المواسم الطبيعية ولا روابط له مع الحالة السياسية التي تضم بدورها خلايا نائمة وصاحية في آن. واللافت فيها ان زيارة وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبد اللهيان تركت لبنان في حالة ولهان ,فهو غادر بيروت لكنه اودع هنا كلاما مبهما فسر في اكثر من إتجاه.
وأول سؤال تبادر الى اللبنانيين: هل تخلت ايران عن احادية ترشيح سليمان فرنجية ام ان وزير خارجيتها كان يقظا ولم يستدرج الى دعم الترشيح ؟ لاسيما وان لفظ اسم فرنجية على لسان ارفع مسؤول دبلوماسي ايراني سيشكل دمغة ابدية على سليمان فرنجية الذي سيتخرج رئيسا من معاهد قم. وقبل وصول الاجوبة من الطرف الايراني تقدم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بخطاب الابواب المفتوحة وقال ان حزب الله دعم مرشحا للرئاسة لكنه لم يغلق الأبواب.
واذ دعا رعد الى تجاوز ” مصالحنا الخاصة وأنانياتنا وحزبياتنا لنفكر بالصالح العام قال ان التفاهم يحتاج إلى تنازلات. والتنازلات التي يطالب بها رعد معطوفة على التوافق الذي دعا اليه عبد اللهيان نصائح لا تصرف على المنصة الرئاسية اللبنانية مع تمترس الاطراف الصناعية للرئاسة كل في جبهة فيما تتفرد المعارضات بعدة جبهات .
وتنوب القوات اللبنانية يوميا عن الدول الخمس في الرد واليوم اختارت ان تتحدث كناطقة باسم البيت الابيض بعد اضطلاعها بادوار مماثلة عن الديوان الملكي السعودي وقصر الاليزيه.
لكن القوات ضائعة في ظل الانقسام المعارض من جهة وعدم وضوح الرؤية السعودية من الجهة المقابلة. وحيال هذه الرؤية اكدت مصادر الجديد ان السفير السعودي وليد البخاري لم يعد الى بيروت بعد وان كانت عودته قد اصبحت قريبة ليبدأ الجولة الموعودة على المرجعيات السياسية، وفي طليعتها معراب.
وتبعا لكلام النائب غسان حاصباني عبر الجديد، فإن القوات وقوى المعارضة تحضر مفاجأة اذا ما تقرر عقد جلسة رئاسية 8 وقال: لدينا خمسة وستون صوتا لمرشح واحد ولن ” اخبر مين ” وقياسا على هذا التوزيع فإن المعارضة تتحضر .. والممانعة تتنظر وكلا الطرفين يتربصان بالرئاسة. والصادقان ربما الوحيدان في حفلة التهريج الرئاسي هما النائبان المعتصمان بالدستور نجاة صليبا وملحم خلف.
مئة ويوم على وقفة التحدي ولو كان زملاؤهم من النواب على صدقيتهما لالتحقوا بالقاعة العامة حتى من دون دعوة الى جلسة رسمية ..واعلنوا : ان هذا مرشحنا الذي ندعمه رئيسا..وعندها كانوا وضعوا كرة التعطيل في ملعب الخصوم والفريق الاخر .
غير ان نواب الاستقلال والمعارضة والقوات والكتائب والمحايدين يخوضون حرب التحدي، ولا يتمايزون بشيء عن المعطلين من القوى الاخرى. وعلى هذا المعدل : كلهم ممانعون لانتخاب رئيس.