IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 20/01/2019

تغلبت قمة بيروت على أمراضها اللبنانية والعربية، لكأنها خرجت من حرب. انتهت القمة الأكثر جدلا على مستوى الحضور والمقاطعة والحروب الداخلية والخارجية عليها ورشقها بالموبقات السياسية واعلان فشلها قبل ان تبدأ. وعلى الرغم من تطويقها بكل ما تقدم، فإن لبنان تمكن من تخطي الصعوبات ومن تأمين مناخ قمة بمن حضر، وببيان ختامي انتهى لصالح النازحين.

وقياسا على ما كان مرسوما على مستوى قمم من إحباط همم، فإن النتائج جاءت لتؤكد ان هذا البلد قادر على صنع ذاته، ومتمكن من قدراته والخروج من بين أنقاضه. وعلى هذا كانت النهايات أفضل من البدايات التي أرهبت الوفود ودفعت بعضهم إلى المقاطعة.

ولما طالت الحرب أيضا بنود البيان الختامي، وما يتصل منه بعودة النازحين السوريين إلى بلادهم، فقد نفعت “مرمرة” جبران باسيل وتعنته في إعلاء رأيه. وبعد “لوحة جلاء” موقفه من سوريا وضرورة عودتها إلى احضان الجامعة العربية، فإنه اليوم فرض صيغته في البيان الختامي وفقرة النازحين، حيث تم تحميل المجتمع الدولي مسؤولياته للحد من مأساة النزوح واللجوء، ووضع كل الامكانيات لايجاد الحلول ومضاعفة الجهود الجماعية لتعزيز الظروف المؤاتية لعودة النازحين، بما ينسجم مع الشرعية الدولية ويحترم سيادة الدول المضيفة.

وناشد بيان القمة الدول المانحة تحمل أعباء الأزمات والتحديات الإنمائية من خلال تنفيذ تعهداتها، وتقديم المساعدات للنازحين واللاجئين في أوطانهم تحفيزا لهم على العودة.

ومن علامات القمة: حضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لبضع ساعات، مبادرة الرئيس ميشال عون لصندق الاستثمار وكسر المحرمات العربية في مقاطعة سوريا، إذ ان الصوت المطالب بعودتها إلى الجامعة العربية كان مسموعا من بيروت وقد يتردد صداه في قمة تونس.

لكن الصوت الذي رفع نبرته اليوم جاء من الشارع، من تظاهرات بدأت تكبر وتحشد بغضب وصراخ معيشي، واليوم وعلى مسامع العرب جابت بيروت، قمة من الناس، من قهر وعوز وفقدان وظائف، من غلاء وتراكم دين ومن “شقعة” فساد صارت عالمفضوح وبرعاية رسمية. احتشد المواطنون من ألوان مختلفة للاحتجاج على سياسة متخلفة، وحط المواطنون رحالهم عند وزارة المال وعلى أبواب مبنى الواردات، ووعدوا بحراك أوسع في الآتي من الايام.

وفيما سمعت بعض الأصوات تطالب بتأليف الحكومة، كان التأليف يدخل اليوم شهره التاسع عدا ونقدا. وبعرف الحوامل، فإنه يفترض ان تكون الحكومة “على لياليها” لكن يبدو اننا أمام حمل كاذب.