IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 23/06/2023

“الحكي ما عليه جمرك” في مطار بيروت.. وإن ذهبت الحكومة برئيسها ومصرفي وزاراتها لتدشين أربعة أجهزة سكانر ألمانية الصنع حيث رصدت كاميرات المراقبة في المطار حركة حكومية غير اعتيادية.. خضعت فيها التصاريح لآلة كشف الكذب.. وكادت الدمعة تفر من عين الرئيس نجيب ميقاتي وهو يستذكر الشهيد رفيق الحريري وما أنجزه في واجهة بيروت الجوية من إعادة تأهيل.

تلك الواجهة وحرم المطار الذي حمل اسم رفيق الحريري في تسعينيات القرن الماضي، كلف الخزينة مبالغ طائلة، لم تحتج إمارة دبي الى أكثر من نصفها لبناء مطار دولي يفوق مطارنا بأضعاف من حيث المساحة والنتيجة اليوم مرفق جوي يسير رحلاته “بطلوع الروح”.. ويغص بأعداد الوافدين والمغادرين، ويمثل الصورة المشرقة للبنان كما تمناه ميقاتي.

وفي حركة الملاحة السياسية.. أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري هبوطا اضطراريا أمام محطة الجديد وبعصف فكري قال للزميلة راوند بو ضرغم إن المبادرة الفرنسية لم تطو صفحتها وأن لودريان لم يتخط سليمان فرنجية ولم يذكر اسمه، لكنه أعطاه pass وإشارة لتمييزه عن غيره بدعوته إلى الغداء وعن إمكانية البحث عن خيار ثالث قال بري إن الحوار يحدد الأسماء.

وكشف أن لودريان يستطلع بدوره امكانية الحوار .

وأضاف بري: ليس صحيحا أن الأميركي يعرقل الرئاسة، بل نحن نشعر بأنه يفضل قائد الجيش. انتهى كلام بري.. ليبدأ زمن قصر الصنوبر على التقويم السيادي ومن حيث انتهى بالأمس، واصل اليوم جان إيف لودريان التنقيب عن الرئيس الضال في جولة “السين سؤال-جيم جواب”،

وبحسب المعلومات فإن لودريان وبلغة الإشارة بث الطمأنينة في نفس من ظن أن فرنسا تخلت عن ابنائها المسيحيين وبالعين المجردة ثبت أن مبادرة بلاده لاتزال حية ترزق وبالإيحاء، جرى التماس اسم سليمان فرنجية كمرشح مقيم.. مع تقص لفرص زياد بارود، وقراءة جادة لنتائج جلسة الرابع عشر من حزيران، ودخول جهاد أزعور كحاصد للأرقام في المعادلة.. والخروج من هذه المتاهة بخريطة طريق جديدة على قاعدة مقولة الرئيس الراحل صائب سلام “لا غالب ولا مغلوب”..

والاسترشاد بروحية الفاتيكان، حيث لا كسر للشيعي، ولا غلبة للمسيحي، ولا إقصاء للمستقل وعلى هذه الخلاصات المستقاة من أجواء اللقاءات، أنهى لودريان جولته الاستطلاعية بعد نهار كانت أطول ساعاته مع نواب تغييريين.. قدموا الى الموفد الفرنسي رؤية 17 تشرين ومن ضمن المواكب نحو قصر الصنوبر، شوهد وليد جنبلاط يقود السيارة بنجله تيمور، ليغرد بعد جلسة الاستماع أن اللقاء كان وديا وصريحا وقبل استمزاج آراء الوفاق الوطني ومستقلين..

خطف لودريان “رجله” نحو اليرزة للاستحصال على أمر اليوم من قائد الجيش جوزيف عون قبل أن يحزم رزمة أجوبته إلى الإليزيه، حيث ستجري عملية تصحيح أوراق الامتحانات ووضع العلامات لكن هل سينجح لودريان حيث فشل ماكرون؟

وهل ستؤتي الجولة الاستقصائية حلولا؟

والاستقصاء على من وعلى ماذا؟

ففرنسا هي “أم العريف” في أدق التفاصيل اللبنانية وفي محاور الخلافات..

ولها بصمتها في ذلك والحل كما هو داخلي ولو بكذبة التوافق، هو خارجي باتفاقات ثنائية ولجان خماسية وما حراك لودريان سوى جولة في الوقت الضائع، وقراءة للطالع الرئاسي في الكف السياسي…

وأما رؤساء الدويلات اللبنانية الموزعون على طوائفها ومناصبها، فقد وجب عليهم الخضوع لدورة محو الأمية من أجل قراءة المتغيرات الإقليمية الإيجابية لبناء المقتضى وملء الشغور الرئاسي.