فقدت الجلسة نصابها قبل ان تبدأ, وذهبت مساعي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ادراج الريح إذ استنفرت قوى سياسية على الجانبين لتعطيل المفاعل الوزاري الذي كان سيتجه الى تعيين حاكم لمصرف لبنان. وفي اول مواجهة مشتركة على هدف واحد كان حزب الله الظهير الايمن للتيار الوطني الحر في تفكيك عبوة الجلسة وتحويلها الى نقاش عام حول ازمة الحاكمية.
ولكونها اصبحت جلسة بلا قرار فإن ميقاتي يعتزم استثمار آخر دقيقة من ولاية الحاكم وتكرار الدعوة لاجتماع ثان يوم الاثنين على ثابتة ” اللهم اني بلغت ” وليتحمل المعطلون مسؤولياتهم وهي المحاولة الاخيرة بعد سقوط الحلول بضربات جزاء قانونية فشورى الدولة لم يفت بجواز تغطية الصرف على القاعدة الوزارية , والحارس القضائي للمركزي اتضح انها بدعة لا تطبق على مؤسسات عامة والتعيين في مجلس الوزراء انتهى في ارضه. كله سقط الا امكانية استخراج رياض سلامة من كم الساحر والتعاقد معه لاشهر معدودة بوصفه ” عارف البير المركزي وغطاه السياسي “…
وهذا المخرج لن يتولاه سوى وزير المال اذا ما اصر الرئيس نبيه بري على رفض تلقف كرة النار المالية عبر ثلاثية : يوسف خليل في الخزينة , علي ابراهيم امينا على صندوق المال القضائي , ووسيم منصوري حاكما في المركزي.
كل الخيارات واردة قبل الاول من آب الا اختراعات حاكم البلاد المركزي جبران باسيل بتعيين حارس قضائي على مؤسسة عامة, وهي افكار مستوردة من رئيس التيار وتجربته على مدى ستة اعوام كحارس سياسي على ابواب القصر الرئاسي.
واليوم فإن الحراس كثروا لكن على قصر فارغ , وانضم الى الحرس الجمهوري عضو الخماسية الدولية العربية جان ايف لودريان الذي استفتى اللبنانيين على رئيس مؤجل الدفع الى ايلول.
وفي تقدير بعض المصادر ان لودريان جاء مكلفا من الخماسية كحكم وليس كحاكم غير انه وسع من نطاق دوره واعطى السياسيين اللبنانيين آمالا بشبه حوار وسماها ورشة عمل رئاسية. فيما ينحصر مضمون بيان الخماسية بدعوة اللبنانيين الى انتخاب رئيس.. ثم نبحث بالحوار وابعد من الحوار فإن حزب الله كان قد ابدى الارتياب المشروع من جولة لودريان عندما فرز ترسانة نيابية لشن هجوم على التدخل الخارجي وانه لا يصنع الرؤساء وهي مواجهة استباقية كانت تسد طريق الموفد الفرنسي لأن الخماسية ظلت على خمستها ولم تتوسع لتصبح سداسية بانضمام ايران واذ تنوعت لقاءات لودريان بين بيوت سياسية واستقبالات في قصر الصنوبر فإن فرنساالباحثة عن رئيس لبناني ضائع وجدت نفسها اليوم في مهمة التنقيب عن رئيس النيجر وفك اسره بعدما احتجزه الحرس الجمهوري داخل قصره في عملية انقلاب.ووجهة فرنسا حاليا هي في المطالبة بتحرير الرئيس محمد بازوم باعتبار النيجر احدى الأقاليم الفرنسية في ما وراء البحار.
وهي دولة الذهب والنفط واكبر احتياطات العالم من اليورانيوم،
اما لبنان فلا يملك سوى تفجير الامونيوم .. وضياع الاحتياطي ..ورئيسه المفترض تحتجزه فرقة الحرس الجمهوري من قيادات واحزاب.