عصر المساومات يلتهب في آب قبل ان يبّردَ مرتفعاتِ شروطه في ايلول بمشاورات على الرئيس/ ولتاريخه فإن رئيس التيار الوطني الحر سيحمل راية من وحي مناسبة عاشوراء ويخيّرنا بين اثنتين .. السُلة والذلة/ متخذا من حزب الله منصة دعم/ فجبران حارب بسيف غيره والغى مكونات البلد واشترط مبادلة الرئيس بمطلبين اثنين في أسوأ اهانة لموقع الرئاسة المارونية اولا/ وفي اختصار المسيحيين واللبنانيين بشخصه ثانيا/ ولن يتدلّع باسيل بشروطه ويتدلى من مطلب الى مطلب ما لم يستند الى تسهيل من الثنائي الشيعي الذي لم يضع لهذا الهراء والاطماع حدا ولم يوقف جبران عند نزيفه السياسي والطائفي معا./ فقد قلب جبران باسيل معايير الذكاء الصناعي واستبدلها بالغباء السياسي الذي خوّله التحدث باسم كل اللبنانيين مطالبا لهم بصندوق ائتماني ولا مركزية مالية/ وفي عرفه انه اجرى تخفيضات على الشروط فلم يطلب للان احتياطي الذهب والمليارات التسعة في مصرف لبنان مما تبقى من اموال المودعين./ وللمرة الثانية بعد المتن كرر باسيل في الشوف شرط الدفع سلفا لموافقته على ” السويفت ” الرئاسي المالي/ وما كان باسيل ليتحول الى منشار سياسي يقطع ويزرع من دون ان يكون متكئا على حلف سيذهب معه في خياراته وقد يحقق طموحاته/ فالجميع صمت عن شهية حارس العهود وضمنا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع/ الذي سبق له ان اختبر جشع رئيس التيار في اتفاق معراب الشهير./ ومع صمت معراب وصبها النار حصرا على محور الممانعة فإن قائد المحور الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تجاوز تصويب مطالب باسيل/ وقال في خطاب عاشوراء ان فرصة الحوار متاحة وليس لتقطيع الوقت ما قد يفتح أفقًا في جدار الانسداد القائم رئاسيا، وهذا ما نعمل ونتعاون عليه ونأمل أن نصل فيه إلى نتيجة في قادم الأيام/ واعتبر نصرالله ان حكومة تصريف الأعمال أيًا تكن الصعوبات يجب أن تواصل تحمّل المسؤولية ضمن الحدود الدستورية المسموح بها، وقال انه لا يجوز تعطيل مجلس النواب أيًا تكن الذريعة والحجة وبالحد الأدنى في التشريعات الضرورية واللازمة/ ومن صوب النصف الثاني من الثنائي كان النائب علي حسن خليل يتحدث بمرونه عن شروط باسيل دون ان يسميها قائلا : نتعاطى بايجابية مع كل ما يعزز ادوار المؤسسات ويحفظ قوة لبنان في اقرار القوانين التي تنسجم مع ميثاقنا ودستورنا وحماية مواردنا ومصالح الناس/ وهذه الايجابيات ستدفع برئيس التيار الى شد عصبه واعلان النكد السياسي العام والتعطيل ما لم يحصل على لامركزية وصندوق/ فخطب عاشوراء لم تتسبب لرئيس التيار بذرف الدموع لا بل اعطته الحافز للمزيد/ اذ ان هجوم نصرالله على مجتمع المثليين طغى على الشذوذ السياسي لباسيل واطماعه في خيرات البلاد./ ولأن لبنان تحكمه قوانين المقايضة والمقاصّة السياسية والمالية فإن حاكمية مصرفه المركزي تخضع في الساعات الاخيرة لعوامل الاخذ والعطاء./ ويبدو ان كل الطبقة السياسية بمراجعها الدينية تتشارك هذا التوجه اذ تم وضع استقالة نائب الحاكم الاول وسيم منصوري في ميزان الضغوط لتحصيل المكاسب التشريعية وتأمين الغطاء السياسي./ واذ استبعدت استقالة منصوري في مؤتمره الاثنين فان نائب الحاكم الثاني بشير يقظان كان يقظا في حديثه ومتنبها الى ان الاستقالة دونها محاذير وعقبات وهو اوضح للجديد ان الهدف الأساسي من البيان كان التشديد على ضرورة تعيين حاكم جديد للمصرف المركزي وذلك لرفضنا الإستمرار بالسياسات القائمة منذ سنوات./ لكن هل تحمل ساعات ما قبل مغادرة الحاكم رياض سلامة اي مفاجئات ؟ سؤال يبقى مشروعا ويطغى على التشريعات التي يتحصن وراءها نوابه الاربعة.