نزل لبنان من عمق الجبل ليتجه بعد ثلاثة ايام الى اعماق البحر وتكون وجهته البلوك رقم تسعة جنوبا واعتبارا من هذا التاريخ سيغسل ملح الماء بقع الدم وتوتراتها ويرسي لغة حفر من شأنها تنزيل الخطابات المتشنجة الى البئر الاستكشافي الأول في المياه الاقليمية. ويرجح ان تغزو مفردات عائمة على الاجواء السياسية والتي تعني بمنصة الحفر والغواصات وحقل قانا المحتمل والخط 23 وغيرها من المصطلحات المثمرة تعويضا عن اخفاقات امنية وسياسية واقتصادية لا يزال يتقدمها: كوع الكحالة واكواع التدقيق الجنائي.
ومن حجم التعامل بمأساة الكحالة فإن لبنان بدأ يطوي صفحة الاستنفار العصبي او على الاقل تلمست عصائب الاستثمار أن الحرب من المفارق اللبنانية لا طائل منها, وبشهادة قائد المسيرة فارس سعيد: “إذا قدا وقادرين عليها طلعوا نضرب عصا .. لكن اذا اردتوموها حربا عبثية فنحن مع الحوار ثم الحوار والحوار. وتهدئة الجبهات وانزال السيوف عن قمة الكوع تترافق ومعلومات آخذة ايضا بالحل الرضائي بين الجيش وحزب الله وكشف الصحافي حسين ايوب للجديد ان حادثة الكحالة بالمعنى الامني والسياسي انتهت وانتهت معها مراحل الاستثمار والجيش تم تفويضه من قبل حزب الله بحرية التصرف في الشاحنة على قاعدة، لدينا ملء الثقة بك والفيديوهات ايضا بتصرفهم واستدعاء الشهود للتحقيق، معتبرا ان الحزب لن ينهزم امام اسرائيل اذا ترك شاحنة اسلحة لدى مؤسسة وطنية ضامنة.
وعلى الشاحنة وممرات السلاح ونصر تموز وتهديدات اسرائيل سيطل غدا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والذي من المرجح ان يتفقد فيه ايضا دورة الحوار الثنائي مع التيار الوطني الحر. وتبعا لمعلومات الجديد التي كشف عنها ايوب فقد تسلم التيار ورقة الملاحظات من الحزب وهو بانتظار الرد عليها، لكن المعركة الباسيلية هي اليوم جنائية اكثر منها سياسية ومن ” أكساته” على منصة تويتر وضع رئيس التيار الوطني الحر هدفا في الايام المقبلة ستبسل فيه لايداع حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة السجن مجندا للمهمة سلاسلة قضاة متفرعة من المتحور الاول القديم, وهو اعتبر ان تقرير التدقيق الجنائي هو ادانة لحقبة سياسية بكاملها، ولمنظومة امين صندوقها هو حاكم المصرف المركزي، و أن “المعركة لم تنته بالتقرير، ولا تنتهي الا بتسليم كل المستندات المطلوبة وهذه اليوم مسؤولية النائب الأول للحاكم. لأن باسيل اصيب بدوار لدى قرائته تقريرا يفوق الثلاثمئة صفحة فقد التبست عليه الارقام وتحدث عن كلفة للهندسات المالية بلغت ستة وسبعين مليار دولار وهذا رقم ينصف تخريفا في علم الهذيان المالي والفكرة التي تحدث عنها التدقيق الجنائي اننا عام 2015 ولدى القيام بحركة الهندسات المالية كان احتياطي المركزي 7 مليار دولار ثم تحولنا الى احتياط سلبي ب اثنين وخمسين مليارا والهندسات المالية تشكل عمليا الارباح التي مصرف لبنان دفعها مصرف لبنان للمصارف بهدف جذب ودائعها من المصارف المراسلة، وفي هذا التدقيق لم يعترف باسيل ان عائلته العونية الكريمة كانت في طليعة المستفيدين من هذه الهندسات.