وفي الرسالة المعزولة من رؤوسها المسنونة فإن الموفد الفرنسي لم يأت على ذكر العواقب وترك الاجوبة اختيارية.
وعلى هذا المبدأ رد عليه واحد وثلاثون نائبا معارضا لكن مضمون ردهم قطع الى الضفة الابعد مدى وقارع المبعوث الفرنسي بالسلاح.
وقال بيانهم ان الحوار مع حزب الله وحلفائه عديم الجدوى وحذر من فرض رئيس للجمهورية يشكل امتدادا لسلطة الحزب ، محتفظين بحقهم وواجبهم في مواجهة اي مسار يؤدي الى استمرار خطفه الدولة.
واعتبر المعارضون شكل التفاوض الوحيد المقبول،هو الذي يجريه الرئيس بعيد انتخابه، ويتمحور حول مصير السلاح غير الشرعي وحصر حفظ الامنين الخارجي والداخلي للدولة بالجيش والاجهزة الأمنية،
واما محاولة تحميل رئيس الجمهورية اي التزامات سياسية مسبقة فهي التفاف على الدستور وعلى واجب الانتخاب اولا، رافضين منطق ربط النزاع. المعارضون صعدوا وعلوا السقوف وهو يندرج في اطار التعجيز الاكثر تعقيدا من التعطيل , التغييريون لم يصطفوا مع المعارضين لكنهم سيبلغون لودريان باجوبتهم , الثنائي الشيعي يدرس الرسالة وسيجيب على الاسئلة خطيا
واما التيار فدراسته اعمق من الجميع وتطال اصول الدولة وكنوزها ارضا وبحرا , ورئيس التيار جبران باسيل سينصب خيمة على شاطىء الناقورة للتعبئة الفورية.
ويراهن باسيل على صناديق البلد ولا مركزيتها الادارية والمالية ويبقيها رهن الحوار مع حزب الله الذي يبدو انه بات في مواقع متقدمة جدا على ما تؤكد مصادر الجديد.
وتلفت المصادر الى ان كل ما يطلبه رئيس التيار موجود بمشاريع قوانين واقتراحات في مجلس النواب…
واذا ما اراد باسيل الدفع لاقرارها فإن حواره مع حزب الله سيمر حكما من قنوات الرئيس بري .
“وفي الاعادة .. إفادة” للطرفين حيث تتكرر مرحلة التحاصص وتتوزع الدولة خسارات متناثرة لنعود بعد خمسة عشر عاما مقبلة كما اليوم : “دولة منهوبة وعلى العتمة”.
والضوء الوحيد الطالع من بحرها اعلن عنه صباحا لدى وصول منصة الحفر وقد اعتمد وزير الاشغال علي حمية تسمية الخط الجوي لإقلاع وهبوط طائرة الهليكوبتر بخط قانا 96 رمزا لضحايا مجزرة قانا والذين لم يحصل ذووهم او لبنان على حقوقهم وهم الذين قضوا بمجزرة اسرائيلية تحت علم الامم المتحدة.
وما خلا هذا النور المتوقع فيضه من الخط قانا فإن لبنان مخطوف الى الظلام حيث إنطفأت كهرباء الدولة عند الخامسة مساء بما فيها المرافق العامة وتوقفت معها محطات المياه الرئيسية…