نزلت إلى الأسواق تشكيلة جديدة من أزياء التفاؤل بقرب صدور مراسيم التأليف ما استوجب زيارات سياسية في كل اتجاه للاطلاع على “الفاترين” الحكومي المعروض بصيغة مرممة وبعدما هرع الرئيس المكلف سعد الحريري للقاء الرئيس نبيه بري بالأمس يستكمل اليوم سعيه الحكومي ويزور كليمنصو للاجتماع برئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط وكلتا زيارتي الحريري سواء لعين التينة أو لدارة جنبلاط في كليمنصو هي في الاتجاه غير الصحيح لأن عملية إعادة الأمل التي ضخها جبران باسيل كانت تقتضي تحويل وجهة سير الحريري الى بعبدا فالحل هو لدى الرئيس ميشال عون.
وبمجرد زوال تهديد الثلث المعطل.. تنتهي الأزمة وأي زيارات خلاف ذلك لن تكون سوى تراكم سير على جهاز التحكم المروري ولن تحقق بالتالي سوى مزيد من عبارات “الوهولة” من الانهيار والفراغ وعرقلة التشكيل والوضع الاقتصادي المريض مع رشة وعد بالتغيير ومحاربة الفاسدين الذين يعرقلون الإصلاح لكنه في النهاية لا شيء سوف يتغير لأن من يغمز اليهم الرئيس ميشال عون بالفساد. سيأتي بهم أنفسهم وزراء وطبقة حاكمة كانوا في الوزارات السابقة. وسوف يعودون الى الوزارات اللاحقة. “ومين جرب المجرب. كان عقلوا مخرب”
على حد الأمثولة الشهيرة التي تتوزع اليوم للرئيس نبيه بري بعدما كان قد أطلقها مع الزميلة ماغي فرح قبل خمس وعشرين سنة لكن بري المجرب منذ أربعين عاما متواصلة بات يقبض على تفاصيل اللعبة. فهو ما إن وصله سعد الحريري موفدا من جبران باسيل بجرعات من الأمل الزائدة حتى زايد على الجميع بتحويل الأمل الى توقعات وبسكب الفول على المكيول وبالتصنيف الائتماني للعلاقات السياسية الجيدة والممتازة بكل من الحريري وباسيل وعون واختتمها اليوم بتوقع تأليف الحكومة في خلال أسبوع أو أقل ومرد انتقال بري الى مرحلة ضخ التفاؤل وتحويل الطاقة الى إيجابية يعود إلى وجود مسعى في “تلبيس” التعطيل للثنائي الشيعي. ووضع الحريري تاليا في مواجهة حزب الله وبخبرة السنين التقط رئيس المجلس كرة النار وأعادها باردة إلى ملاعبها لإبعاد شبهات التعطيل عن الثنائي وما بين كل مراحل انتقال الكرة.
بقي جبران باسيل محتفظا بالدفاع والهجوم على ملعب واحد وظل اتفاقه مع الحريري محصنا على قاعدة: لنا الثلث المعطل.. ولك حكومة مدى العهد وما يليه هوذا جوهر الأزْمة.. وبالتنازل عن الثلث المعطل تحل الأزْمة غدا وما تبقى مجرد تحريك لموتورات التوليد الحكومي.. يقابلها بدءا من الغد تحرك على خط المولدات الكهربائية غير الملتزمة شروط الدولة وبدا أن وزير الاقتصاد رائد خوري عازم على إطلاق المرحلة الثانية من التشدد في تركيب العدادات ضاربا المخالفين بيد من حديد وحبذا لو كان من مثله في موقع تشكيل الحكومة.