Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 3/11/2023

من بوابة الشفاء إلى الكويتي والإندونيسي والمعمداني حزام نار لف القمصان البيض وكل من نزح الى المستشفى أو كان جريحا داخلها هو استهداف مباشر طال آلاف النازحين المدنيين المحتمين في الساحات وجرحاهم المكدسين في الأروقة والمعلقين بين الموت والحياة والجحيم نفسه لاحق الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف المتنقلة بعلم وخبر من الصليب الأحمر الدولي وضرب بر العلاج الآمن خارج أسوار غزة المحترقة.

هو بنك الأهداف الذي تحصن به الاحتلال، فصب حممه على المدنيين كلما أصيب بمقتل من المقاومة في خاصرة غزة الشمالية وصلت حرب الإبادة على الجسد الطبي إلى ذروتها، بالتزامن مع ظهور الأمين العام ل‍حزب الله وللمرة الثانية في التاريخ الحديث،

حبست الكرة الأرضية أنفاسها بانتظار طوفان السيد حسن نصرالله فقبل ستين عاما وقف العالم ثلاثة عشر يوما على حافة الحرب النووية غداة أزمة الصواريخ الكوبية بين روسيا وأميركا وانتظرت القارات خطابين للاميركي جون كيندي والروسي نيكيتا خروتشوف وعلى منصة انتظار شبيهة كان العالم مترقبا لخطاب “أزمة الصواريخ” اللبنانية فاستنفرت الدول وتجندت محطات التلفزة..

وكانت اسرائيل في طليعة المشاهدين فجلست والخوف بعينها تقرأ مصيرها من فنجان الأمين العام لحزب الله وتربط وجودها بظهوره التلفزيزني.

وفي فصل الخطاب رأى الزعيم وليد جنبلاط أنه جد واقعي وأن حماس فلسطينية وتقاتل نيابة عن العرب وليتفضلوا بفك الحصار عن غزة وفتح معبر الذل عند رفح.

أما في متن الخطاب فقد وضع الأمين العام لحزب الله النقاط على حروف المواجهة وليس بالضربة القاضية وأصدر بطاقة هوية فلسطينية لطوفان السابع من تشرين تخطيطا وتنفيذا وبسرية تامة لم تعلم بها المقاومة او ايران وهذه السرية اكسبت العملية نجاحها وقدمت الدليل للاسرائيلين ان كيانهم أوهن من بيت العنكبوت لم يأت الطوفان من لحظته بل من تاريخ موغل بالمجازر وبلغ ذروته مع حكومة بنيامين نتنياهو المتوحشة والغبية والحمقاء والمتطرفة فكان لا بد من حدث كبير يهز العالم ما استوجب الطوفان…

ولكن إسرائيل وعلى قول نصرالله لا تتعلم من تجاربها “ولو في براسها عقل” لم تكن لتعيد السيناريو نفسه لحرب تموز عام ألفين وستة وتضع لأهدافها سقوفا عالية من القضاء على حركة حماس وفي هذه الحرب حمل نصرالله “الشيطان الأكبر” أميركا المسؤولية المباشرة.

واعتبر أن إسرائيل مجرد أداة ووضع للحرب أهدافا تنص على وقف العدوان على غزة وأن تنتصر المقاومة وحماس وانتصارها هو من مصلحة الجميع والمسؤولية تقتضي وقف إمدادات النفط والمواد الغذائية للكيان وعسى أن يستفيق ضمير من هنا وشرف من هناك.

حيا نصرالله المقاومة العراقية وشرف المحاولة اليمنية أما على الجبهة اللبنانية فأكد انضواء المقاومة تحت لواء المعركة منذ اليوم الثاني لطوفان الأقصى في مغامرة محسوبة وضمن حسابات صحيحة وبعمليات عند الحدود أوجدت حالة من القلق والذعر والغموض لدى قيادة العدو والأميركيين من أن تتدحرج هذه الجبهة إلى حرب وهو احتمال واقعي وممكن الحصول وهنا استخدم نصرالله معادلة : الغموض الواضح معلنا ان كل الاحتمالات على الجبهة الجنوبية مفتوحة وكل الخيارات مطروحة ويمكن ان نذهب اليها في اي وقت من الاوقات.

ولكن نصرالله في هذه المواجهة كان يخاطب الاميركي باعتباره الراعي الرسمي للحرب الاسرائيلية على غزة فتوجه الى اساطيله واهداهم رسالة مباشرة من أرشيف ما ذاقوه في لبنان من أن التهويل لا يجدي نفعا وبيدكم مفتاح وقف العدوان على غزة وعلى قاعدة يمهل الاسرائيلي ولا يهمل الاميركي قال ان من هزموكم في الثمانينيات لا يزالون على قيد الحياة.

وسريعا رد البيت الابيض مؤكدا انه لا يريد من الصراع الدائر في غزة ان يتوسع ليشمل لبنان.

وعلى هذه المعادلة انتهى يوم جمعة كان جالسا على رياح الحرب. لا توسعة الى ابعد مما هو مرسوم , واميركا ضابط ايقاع , واسرائيل تتعثر في البر فتنتقم من الجو في غزة. واذ وقتت صواريخ نصرالله ساعتها على رياح المنطقة فإن من يحمل الرؤس النووية في الداخل يضرب بها ليصيب في السياسة. ومن كان يناشد نصرالله تحييد لبنان .. يأخذ عليه بعد الخطاب انه كان حكيما.