هادا حلم ولا بجد … ولم يكن هذا حلما للطفلة مرح ابنة السنوات الخمس التي انتشلت من تحت الانقاض في غزة ورفضت ان تصدق الواقع. كان هذا حقيقة من كابوس يترآى للاطفال على صورة عزرائيل اسرائيل الكيان الذي اختص بسحب ارواح الاطفال والمرضى ولاحقهم الى المستشفيات والمدارس. يومان من الحمم النارية على اهل القطاع, حيث تنقلت النار بين مخيمات البريج والنصيرات وجباليا وحي الشجاعية ، ومدينة رفح, وأسقطت خان يونس على قائمة الهجوم البري, ليست لكونها ثاني اكبر مدن القطاع بل لانها مسقط رأس القائدين يحيى السينوار ومحمد الضيف. لكن العدو الباحث عن نصر يقطفه من رؤوس القادة, لا يحصد الا دم المدنيين, والاطفال منهم تحديدا وما خلا ذلك فإن كل لغة نتنياهو الحديدية في الساعات الماضية وتوعده بالقضاء على حماس لم يصرف في سوق الخلافات الاسرائيلية .. ونتنياهو القوي على اطفال غزة انهزم امام براعمه الوزارية ولم يتمكن من الالتحام بمؤتمر صحفي مشترك مع وزير حربه يوآف غالانت وهذا ما دفع برئيس الوزراء الى الطلب من حاشيته الوزارية وقف اطلاق النيران السياسية او انتقاد القوى الامنية وقت الحرب وتعكس هذه الخلافات ضعف القيادتين السياسية والامنية في تحقيق تقدم عسكري واقتصار المعركة على سحق المدنيين, وهي خلافات تمتد الى العمق الاميركي وتحدث شرخا بين الادارات الداعمة للحرب لاسيما وان واشنطن تحولت الى خزانة مالية عسكرية مفتوحة لتمويل حروب اسرائيل من دون نتائج ويكشف موقع “أكسيوس” الأمريكي أن الولايات المتحدة زودت اسرائيل على مر الاعوام السابقة بأكثر من 70 ألف سلاح، تشمل الطائرات القتالية، والمركبات الأرضية، والصواريخ، والقنابل. وأنه خلال عام 2023 الحالي، زودتها بما لا يقل عن ستة عشر نوعا من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ والطائرات. ولكن في الحرب على غزة وحدها ظهرت اسرائيل بصورة الكيان المعادي للانسانية والتي تم نشرها في الرأي العام الاميركي والاوروبي. وفي الحرب على الصورة الدموية هذه, كان اليمن مرة جديدة بصورة فريدة فشرطي البحر الاحمر العنيد يستمر في نصرة غزة على طريقته دون ان يقيم وزنا لعويل الاسرائيليين وبيانات الاميركيين. فعند البحر الاحمر .. تجري الرياح بما يشتهي اليمن .. وقالت تل ابيب عبر صحفها ان الحوثيين يرعبون البحر الاحمر بتنفيذهم عمليات عدة في يوم واحد, وذلك بعد ان اعلنت القوات اليمنية انها أوقفت الملاحة أمام السفن الاسرائيلية نصرة للشعب الفلسطيني وانها ستستأنف استهداف كيان الاحتلال الصهيوني، بضربات موجعة وقاصمة. وقد استهدف اليمنيون من أنصار الله مدمرة أميركية وسفينتين إسرائيليتين احداهما معرضة للغرق .
وأنذرت القوات المسلحة اليمينة كافة السفن الاسرائيلية او المرتطبة بالاسرائيليين من انها سوف تصبح هدفا مشروعا لها. وعزة اليمن لغزة بدت انها تركت بصماتها على ميناء ايلات الذي بات يواجه تهديدا بالاغلاق واخراج العمال تبعا لصحيفة غلوبس الاسرائيلية.