خضعت جلسة الموازنة لشروط التهشيم العامة فكانت طبعة غير منقحة عن حكم متناثر وقوى سياسية محشوة بالديناميت السياسي قررت الانفجار في قاعة مجلس النواب. فمنذ الدقائق الاولى ما بعد جرس الانذار لبدء الجلسة ..
دق النواب ببعضهم كالأجراس وسجل المحضر ما استوعبه من خطاب دخل المنطقة المحظورة وارتفعت عبارات ثقيلة متأثرة بالمسافة صفر وخلفية الإشكال مجرد كلام بالنظام طلبه النائب المقيم في مجلس النواب ملحم خلف ليذكر المجلس ورئيسه والرأي العام بأن الاولوية لانتخاب الرئيس. لم يخطىء خلف ولم يعتد على القوانين وكان حقه ان يتحدث بالنظام كما في كل الجلسات العامة…
ولكن وبعدما وعده بري بالكلام لاحقا وصل الغيارى على روح الدستور والقانون وأطلقوا وابلا من الاجتهادات التي تحولت فجأة الى اتهامات والقاب عارية من آدابها ولعل اكثر النواب الذي استنفروا في الميدان كان النائب علي حسن خليل الذي وصف نواب التغيير بالمافيا فعاجلته النائبة بولا يعقوبيان من المثلث الاحمر مستغربة كيف أن نائبا مطلوبا من العدالة يتحدث عن المافيات. ومن لم يتحدث تحت سقف القاعة العامة التجأ الى وسائل التواصل الاجتماعي حيث عقدت جلسة رديفة للرد وتوجيه الاتهامات لكن الجلسة بعد الحرب حصلت على هدنة مؤقتة مع تبادل اسرى حيث برزت علامات مودة بين بعض الأضداد لاسيما عندما أعجب نائب القوات جورج عدوان بأداء وزير حزب الله علي حمية وأشغاله العامة وموازنته المعطاءة إيرادات للدولة.
وبرز التنسيق كذلك بين عدوان والتيار عبر قناة النائب الياس بوصعب فيما قرأ النائب جميل السيد في خطاب موازنة النائب ابراهيم كنعان .. طيفا من غازي كنعان ومشروعا لخطاب القسم. هو الزمن الجميل كما عبر احد النواب داخل القاعة والذي أسس في الجلسة المسائية لتثبيت قواعد الاشتباك بين الرئيس نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
وقال باسيل الا رئيس للجمهورية لا بالعروض ولا بالضغوط، ونريد رئيسا بالتفاهم وليس بالفرض،
فرد بري: ” هاي اول شغلة منيحة بتعملها “.
اما حزب الله فأطلت مواقفه بموازنة تحريرية عبر النائب حسن فضل الله الذي اختار تثبيت قيمة الشهادة والشهداء الذين حملوا عبء تحرير الأرض وحمايتها،
واليوم يدفعون بدمهم عن بلدنا الشرور، والمخاطر، والأطماع الاسرائيلية وبعد محضر في التاريخ المقاوم سحب فضل الله الرئيس نجيب ميقاتي الى الميدان “، فسانده في محنته و طلب ملاقاة الموقف الرسمي بعيدا عن الشعبوية. وتستمر الجلسة الليلة وغدا قبل اقرار الموازنة.
ولكن ادق توصيف لمشروعها هو الخارج من بيت ابيها عندما أعلن النائب ابراهيم كنعان كلاما شطب من المحضر : دولة بلا حسابات هي دولة بلا ذمة، ودولة بلا ذمة هي دولة بلا شرف.وهذا ما ينطبق عليه …الختام صدق .