تفاوض في القاهرة.. ودم في غزة وتحت قرقعة السيوف الدبلوماسية في العاصمة المصرية للتوصل الى صفقة الهدنة كانت اسرائيل تتنقل في مجازرها من دير البلح الى دوار الكويت وتتقصد ضرب قوافل المساعدات ما أوقع عشرات الشهداء والجرحى وقتلت إسرائيل للمرة الثالثة في أسبوع غزاويين بنصف روح بعد أن هدهم الجوع وخطف أطفالهم.. فعالجتهم بمسيرات أطلقت صواريخها على الغذاء ومنتظريه ومن ضمن المساعدات المستهدفة شاحنات من دولة الكويت حولتها النيران العدوانية الى حطام معجون بالدم وبأياد ملطخة، تنغمس اسرائيل بدائرة التفاوض في القاهرة عن بعد وتنتظر أن تحقق في خان يونس بعض التقدم إذ أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي توسيع عملياته في محاولة للوصول إلى مناطق لم يدخلها من قبل لكنه اعترف بمقتل ثلاثة عسكريين وضابط وإصابة آخرين في خان يونس وما لم يحققه العدو من انجاز عسكري خلال مئة وخمسين يوما، لن يخرج من تحت الارض هدية ليوم التفاوض الذي دخل مرحلة جديدة من المشاورات والى العاصمة المصرية، وصل وفد من حركة حماس للقاء الوسطاء المصريين والقطريين والأميركيين، فيما غاب الوفد الإسرائيلي عن المحادثات وقال مسؤول أمريكي إن الطريق إلى وقف إطلاق النار الآن حرفيا في هذه الساعة واضح ومباشر وهناك اتفاق إطاري مطروح على الطاولة بعد أن وافقت إسرائيل بشكل أولي على اقتراح لوقف اطلاق النار لمدة ستة أسابيع.
وإذ تتراوح نسبة النجاح في مفاوضات مصر بين الايجابية الاميركية المفرطة والتمهل الاسرائيلي، فإن تل أبيب أصبحت أمام العالم كله قاتلة لمليوني جائع في غزة وقد اندفعت التظاهرات ضدها لاسيما في ولايات أميركية وخرجت واحدة أمام منزل السفير الإسرائيلي في واشنطن للمطالبة بوقف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
فيما برز صوت للعضو الديمقراطي بمجلس الشيوخ الأميركي ديك دوربين يحتج فيه على موت الأطفال جوعا في غزة، قائلا إن التقارير المروعة يجب أن تعيدنا الى رشدنا لكن أميركا وجدت أن هذا الرشد يتم تعويضه بثمان وثلاثين وجبة طعام رمتها جوا فوق القطاع بعد أن منحت اسرائيل حق القتال للدفاع عن النفس، ومولت كامل حملتها العسكرية جوا وبحرا وبرا.. وعبر الفيتو المانع لوقف اطلاق النار وبالحسابات الأميركية، فإن تلك الوجبات الغذائية التي لا تكفي لحي واحد يمكن أن تسد رمق مليوني جائع وهذا ما حاول كشفه “الشهيد” الاميركي آرون بوشنل عندما أحرق نفسه وعتمت وسائل إعلام أميركية على قضيته وهو القائل في زفرات الموت: “لن أكون متواطئا بعد الآن في الإبادة الجماعية، وستكون معاناتي ضئيلة مقارنة بمعاناة الفلسطينيين مع استمرار الأزمة الإنسانية في غزة انتحر آرون وترك وراءه ملف شراكة أميركا مع اسرائيل بالمال والسلاح، وبمشاركة جنود أميركيين في حرب غزة وتعزيزا لروايته، ضجت الأروقة الأميركية بتقرير لصحيفة واشنطن بوست يثير التساؤلات حول مدى التورط الامريكي في العدوان على قطاع غزة، ومشاركة أمريكيين يحملون جنسية اسرائيل في قتل المدنيين داخل القطاع المحاصر وذكر التقرير أن آلاف الأميركيين والإسرائيليين الذين يحملون الجنسية الأميركية غادروا الولايات المتحدة للانخراط في القتال بعيد هجوم السابع من اكتوبر وعلى تقدير أخر، خلص استطلاع لـ “وول ستريت جورنال” إلى أن ستين بالمئة من الناخبين الأميركيين لا يوافقون على طريقة تعامل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
لكن اميركا اليوم وبسبب هذا الانخراط الذي اثار شوارعها ومع دخولها مرحلة الانتخابات التمهيدية فهي تقود جبهات وقف النار بين كل من تفاوض القاهرة وتهدئة جبهة الجنوب ولهذه الاسباب يصل الى بيروت غدا كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون أمن الطاقة آموس هوكسيتين على جناح ايجابيات صفقة رمضان لن ينتحر آموس كما آرون لكنه قادم على نار.. لثبيت وقف النار حالما يخرج الدخان الابيض من الدائرة الحمراء في القاهرة.
وتربط المصادر المتابعة بين حركة هوكستين الموصولة بايجابيات التفاوض على هدنة الاسابيع في غزة. فاذا غيمت هناك .. ستمطر هنا , وعلى الارجح فإن خيارات الهدنة تتقدم , ومنها سيمسك هوكسين باول خيوط التفاوض اللبناني على سلة الحلول التي تبدأ من وقف اطلاق النار وتمتد الى الترسيم البري ولاحقا رئاسة الجمهورية .. والتي لا يعرف معها اين سيكون دور الخماسية وما اذا كانت ستنخفض الى مجموعة رباعية الدفع .