IMLebanon

مقدمة تلفزيون “الجديد” ليوم السبت 20 نيسان 2024

شَكَّل الاجتماعُ الفرنسي اللبناني تَرْسانةَ متابَعةٍ قِوامُها باريس وروما وبيروت، مَهمتُها التجنيدُ الإجباري في خدمة شمالي النهر ووضعُ بنود القرار 1701 على آليات عسكريةٍ لبنانية ودولية مُناطَةٍ بقوات اليونفيل، لكنَّ التنفيذَ تعترضُه عقبتان : لا جيشٌ ليُنشر .. ولا وقفٌ لاطلاق النار في غزة، والذي يَحكم كل مفاصل القرار من لبنان الى المنطقة. وحُسن النيات الذي انتشر في اجتماع الاليزيه سيبقى ورقاً مجمَّداً لحين تبريد الجبَهات، وهو الامرُ غيرُ الوارد حالياً لا بل إنَّ فرنسا- وتبعاً لمصادرَ رفيعةٍ في باريس- أَخطرت زائريها بأنَّ اسرائيل ستبدأُ قريباً اجتياحَ رفح .

والاستعدادُ لرفح عزَّزته تل ابيب بطلبٍ عاجل للتسلح الاميركي بمبالغَ تفوقُ مليار دولار بحسَبِ رويترز، فيما كشفت بلومبرغ نقلاً عن مصادرَ اميركيةٍ ان اسرائيل طلبت للتوّ من ادارة بايدن تزويدَها بالمزيد من ذخائرِ الدبابات والمَركبات القتالية وتجديدَ مخزونِها العسكري، وليس هناك من مؤشرات على عدم رَفْد اميركا لاسرائيل بهذا المخزون، فيما ظهرَ وزيرُ الخارجية الاميركية انطوني بلينكن على صورة المشجِّع بحذرٍ لاقتحام رفح، قائلاً إن الولاياتِ المتحدة لا يمكنُ أن تدعمَ عمليةً عسكريةً إسرائيلية كبيرة في منطقةٍ مكتظة بالسكان. واذ لن تدعمَ واشنطن عمليةً كبيرة، فإنها ستفوِّضُ اسرائيل بعمليةٍ صغيرة او متوسطة .

وتفادياً لقتل مجموع السكان البالغ عددُهم مليوناً واربعَمئةِ الفِ شخص، فإنَّ اقتحام رفح قد يكتفي بالقضاء على نِصفِهم وتحت عنوانٍ مزيف يحمل اسمَ عمليةٍ انسانية. ولحين وصول الذخيرة الاميركية ليتمكنَ الاسرائيليُّ من القتل باسلحة متطورة ومُحدَثة، فإن الجبهاتِ المتصلة تسير على دقَّات غزة ورفح ضِمناً. وليس هناك ما يؤشِّرُ الى الفصل على ايٍّ من المِلفات السياسية في لبنان،

وفي حديث لشبكة اميركية قال نائبُ الامينِ العامِّ لحزبِ الله الشيخ نعيم قاسم: نحن أيضاً في لبنان لا نريدُ حرباً كبرى ولا حرباً شاملة، لكنْ لن نقبلَ أن يتجاوزَ الإسرائيليُّ حدودَ المواجهة ِالموجودة حالياً في الجنوب، فإذا زاد من جُرعة اعتداءاته زِدْنا في ردِّنا، وإذا أوصلَ الأمورَ إلى الأقصى، أوصلناها إلى الأقصى وزيادة. وعند هذه الحدود تدورُ المِلفاتُ الداخلية وتَصطدم بالنار حيث ان مُخرَجاتِ الاليزيه وتالياً اللجنةِ الفرنسية الايطالية اللبنانية سيكون عليها انتظارُ وقفِ اطلاق النار اولاً، واذا ما بدأت بالتنفيذ فإنَّ الانتشارَ للجيش واليونيفل سيضعُ المؤسسةَ العسكرية وقواتِ الطوارىء في مواجهة حزبِ الله بدلاً من اسرائيل . وفيما هذه من النِّقاطِ الشائكة لاحقاً ، فإنَّ ابرزَ المِلفات غيرِ المتصلة بالجبهات هي ازمةُ النازحين السوريين التي اعتلت اجتماعَ الاليزيه بالامس من دون اتضاحِ مستوى الضغطِ الفرنسي على الاتحاد الاوروبي للحل . ولأنَّ الدولةَ القبرصية تطوعت للضغط في بروكسيل لكونِ الازمة مشتركةً مع لبنان، فقد فَتحتِ المفوضيةُ السامِيَة لحقوق اللاجئين النارَ على قبرص، واتهمتها باستخدام العنف لمنع وصول قواربِ اللاجئين السوريين.

وقالتِ المتحدثةُ باسم المفوضية إميليا ستروفو ليدو إن جهودَ قبرص لمنع قواربِ اللاجئين السوريين التي تغادر لبنان يجبُ ألاَّ تتعارضَ مع القوانينِ الدولية أو أن تضعَ ركّابَ تلك القواربِ في خطر/ والاخطرُ محلياً ان مفوضيةَ معراب اطلقت نيرانَها على الامن العام، الجهازِ الوحيد الذي عمل ومنذ سنوات على العودة الطوعية للنازحين الى سوريا، ونَظم حملاتٍ وقوافلَ للعائدين، واطمأنَّ لوصولهم الى سوريا من دون عواقبَ او ضغوطٍ من النظام، لكنَّ رئيسَ حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اراد توجيهَ الاتهام الى الامن العام وتنظيمَ الحملات السياسية عليه، فيما كان جعجع مع طواقِمِ نوابِه ووزرائه وناشطيه وقلعتِه الصامدة في معراب، يُصدِرون التصاريحَ
التي تشجعُ على وصول النازحين منذ بَدءِ الثورة السورية وتعلن استعدادها لاستقبال الملايين من السوريين اذا كانوا قد لجأوا لاسباب امنية.ومؤخرا ابدى جهازُ الامن العام واللواء الياس البيسرى الاستعداد لعودة طوعية بمعدل الفين الى ثلاثةِ الافٍ يوميا لكن ايا من السلطات السياسية المختصة او الجهات الحزبية الرافضة لم تضع الاليات للتطبيق .. ليظل النزوح قنبلة موقوتة .