آسفون .. لقد أحرقناكم , وحولنا اجساد رفح الطرية الى هياكل متفحمة , لكنا لن نعتذر ولن ننهي الحرب .. هذا مضمون غير حرفي لما أدلى به بنيامين نتنياهو امام الكنيست اليوم قائلا إن حادثة رفح كانت خطأ كارثيا ومأساويا، غير أننا إذا انهينا الحرب نكون قد استسلمنا لشروط السنوار التي تشكل خطرا على وجودنا .
ومتلازمة السنوار التي تلاحق نتنياهو توجته ملكا على بحر الدم وهو يواصل عدوانه كالمعتاد طالما أن ردود الفعل الدولية والعربية استقرت عند الصدمة وهول الفاجعة والأسف , وآخر ما في خيل الاوروبيين هو ركوب موجة المؤتمر الدولي لحل الدولتين .حل نتنياهو ناس الدولة الفلسطينية وأباد أهل غزة ونكل بالضفة، وعند الوصول الى مقترح حل الدولتين يكون قد أنجز مهمة الدولة بلا شعب والارض من دون سكانها .
وكما لم تعترف اسرائيل بقرارات جنائية دولية وبمحكمة العدل والقرارات الاممية ودفنت كل اتفاق وقعت او لم توقع عليه فإنها ايضا ستعبر فوق الطرح الاوروبي الذي قدمه اليوم جوزيب بوريل في بروكسل، والعاصمة البلجيكة تحولت من مؤتمر النزوح الى محاكمة علنية لاسرائيل على جريمة رفح، وإن أدرجت هذه المحاكمة في عداد الاقوال، وعقد وزراء خارجية إسبانيا وإيرلندا والنرويج مؤتمرا صحفيا أعلنوا فيه انهم سيطلبون من الوزراء الأوروبيين الآخرين دعم عمل المحكمة الدولية واحترام قراراتها تجاه اسرائيل.
ومؤتمر بروكسل للنازحين ليس المكان المناسب للحل، بل لرفع الشكوى والضغط اوروبيا على دولة المجازر الاسرائيلية المستقلة . وهذا الاستقلال صادقت عليه الولايات المتحدة، التي بعد يوم وليلة على مجزرة رفح لا تزال في مرحلة التقييم لما حدث. وقال البيت الابيض إننا نتواصل بشكل فعال مع الجيش الاسرائيلي والشركاء لمعرفة الملابسات، وإن على اسرائيل اتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية المدنيين واللافت ان الجرم وقع ..
اسرائيل اعترفت وقالت إنه عمل مأساوي والصورة تحكي بالدم الملموس .. فيما البيت الابيض يعاين ويرفع البصمات ولا يزال في مرحلة التقييم في وقت سارع الرئيس جو بايدن في 7 اكتوبر الى تبني روايات مزعومة عن حالات اغتصاب وذبح اطفال أثبتت التقارير عدم صحتها .
ومن رواسب بروكسل وما تبقى لبحث جدول النازحين فإن وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب اصطحب معه إجماعا لبنانيا نادر الوجود وأفرغ محتواه في قلب اوروبا . لبنان حكومة وشعبا وفئات ومناطق وطوائف واحزابا يبلغكم بأنا وصلنا إلى نقطة اللاعودة لجهة تحمل عبء النزوح والاستمرار بسياسيات متبعة منذ أكثر من ثلاثة عشر عاما .. وقد جئنا اليوم لطرح حلول متوافقة مع القوانين اللبنانية والدولية.
وبما يشبه التهديد قال بوحبيب : الحل او الفوضى التي، بعكس ما يعتقد البعض، لن تكون أوروبا بمنأى عن تبعاتها، رغما عن إرادتنا. فلقد ازدادت أحوالنا سوءا وتحول بلدنا إلى سجن كبير وضخم تصدعت جدرانه و لم يعد قادرا على تحمل هذا الكم من النزوح وهذه المدة الطويلة. والانفجار إذا وقع سيكون له ارتدادات سلبية على دول الجوار، ومنها دول أوروبية مفوضيتكم لا تقول الحقيقة , تخفي عنا الداتا , تحابي الجمعيات وأصبحت جزءا من المشكلة بدل ان تكون الحل .
وبناء على ما تقدم، دق وزير الخارجية ناقوس الخطر على اوروبا ،وهددها بأن انهيار الهيكل سيكون علينا وعليكم وعندما يصاب لبنان بالرشح، ويسقط رغما عن إرادتنا، ، ستصاب أوروبا بالعدوى، وسنتحول جميعا إلى ضحايا حيث لا ينفع الندم.