IMLebanon

مقدمة تلفزيون “الجديد” المسائية ليوم الاثنين 17 حزيران 2024

يحشُد اموس هوكستين كلَّ طاقتِه الدبلوماسيةِ والانتخابية ويوزعُها بين القدس وبيروت مستطلِعاً أُفُقَ تبريدِ جبهة الشمال الاسرائيلي الاحمر، وهو اجتمع معَ رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو لاستكشاف ” بلوك ” الحرب في غزة، لكونِها المَعبرَ الوحيد الى وقف النار في جبهة الشمال واصبح لدى هوكستين الخبرُ اليقين عن ردِّ لبنان حيث إنَّ قنواتِه الدبلوماسيةَ لم تنقطعْ عن اللبنانيين.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إنه يُجري تفاوضاً غيرَ مباشِرٍ معَ حزبِ الله عبر الرئيس نبيه بري. وبالمباشر توجه حزبُ الله لهوكستين من دون تسميةٍ بأنَّ المطلوبَ من الإدارة الأميركية أمرٌ واحد، وهو وقفُ الحرب على غزة، وبدلَ نقلِ رسائلِ التهويل، عليها إبلاغُ هذا الامرِ لنتيناهو ، وعندئذٍ تتوقفُ الجبهات. واعتبر النائب حسن فضل الله أنّ العدوَّ لن يحصُلَ على مكاسبَ سياسيةٍ من خلال تهديداته، والمقاومةَ لن تقدمَ مكافآتٍ لتنتشِلَ الادارةُ الاميركية نتنياهو من ورطته وفكرةَ المنطقةِ العازلة هي أوهامٌ تراود قادةَ العدو، وليست موضوعاً للنقاش.

وهذه ثوابتُ الحزبِ التي سيأخذُها الموفدُ الاميركي في الحِسبان، لكنه سيحملُ معه الى بيروت اقتراحاتٍ تتضمَّنُ انسحاباً متَّفَقٌ عليه ل “حزبِ الله” من المنطقة الحدودية، وحلاً موازياً للخلافات بشأن خط الحدود. وتشيرُ المعلوماتُ الى ان هوكستين قدَّم هذه الاقتراحاتِ الى قائد الجيش خلال اجتماعاتِ واشنطن فيما قالت وسائلُ إعلامٍ عبريةٌ إنَّ هوكستين يحملُ مقترحاً على مرحلتين: الاولى وقفُ اطلاقِ النار من جانب الحزب وانسحابُه الى مَسافةِ ثمانيةِ كيلومترات ويعودُ السكانُ الى منازلِهم ويكونُ هناك انتشارٌ واسع للجيش وقواتِ اليونيفل، وفي المرحلة الثانية تبدأ مفاوضاتُ تحديدِ الحدودِ البرية ومناقشةُ نِقاطِ الخلاف الثلاثَ عشْرَةَ بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي.

وسيتقدَّمُ الموفدُ الاميركي بطروحاتِه من رئيسِ مجلس النواب نبيه بري اولاً ، والذي يلتقيه قبل ظهر غدٍ الثلاثاء في عين التينة قبل ان يجتمعَ الى رئيسِ الحكومة نجيب ميقاتيوليست زيارةُ اموس الى كلٍّ من اسرائيلَ ولبنان جولةً خيرية ولمنع اندلاعِ الحرب الشاملة فحَسْب، اذ إنَّ ريعَها سيعودُ الى صندوقة الحملة الاميركية لانتخاب الرئيس جو بايدن اذا ما تمكَّن بالفِعل تحقيقَ انجازٍ عسكري مَيداني دبلوماسي.

واذ يدخلُ لبنان بذلك قوةً مؤثرة في الانتخابات الاميركية فإنَّ خصمَ بايدن دونالد ترامب عرف سرَّ الرئاسة من ” السند على الصهر ” ، وهو استعان برجل الاعمال اللبناني مسعد بولس والدِ مايكل المتزوج من ابنة ترامب الصغرى تيفاني، وسبق لبولس ان كان ركيزةً اساسية لحملة ترامب السابقة . وللمفارقة فإنَّ داعمَ ترامب اللبناني يصفُ نفسَه بأنه “صديقٌ” لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية المرشّحِ لرئاسةِ الجمهوريةولبنان الذي يساندُ حمَلاتِ الدول العظمى رئاسياً واصبح منشطراً بين اسعاف بايدن واستلحاق ترامب ، يتقاعد شخصياً عن الانتخاب، حتى ان كتلةَ الاعتدال رمت بحمولتِها واستسلمت للواقع المرير.

اما الخماسية فقالت مصادرُها للجديد إنها ستعاودُ تزييّتَ محركاتِها التي ترنَّحت قبل الاعياد وسارت بموكِب الامر الواقع وبين الترنحِ والترّجلِ عن صَهوة الاعتدال يلعبُ رئيسُ التيار الوطني الحر جبران باسيل لعبةَ التهويلِ والرعب من امكانية إقدامِه على تجرُّعِ الكأس المرة وترشيح سمير جعجع .ورقة يبدو انها حُرقت قبل ان تدخلَ الطبعة الاولى.