كل الطرق تؤدي إلى الدوحة في محادثات وصفت بالطلقة الاخيرة، وأحاطتها اميركا باسطول سياسي وجرعات تفاؤل عبر عنها البيت الابيض الذي تحدث عن تقدم ملحوظ وداهمت الخارجية الاميركية هذا التقدم بأمصال مقوية لسد الثغراث وقالت إن العمل جار على ذلك ومن انابيب دولة قطر تفرعت منعطفات نحو الصفقة فإما تبريد الجبهات أو النفخ بالنار. الثابت أن الجولة الأولى للمحادثات انطلقت اليوم برعاية اللاعبين الأساسيين الولايات المتحدة ومصر وقطر وبتسجيل حضور كامل الوفد الإسرائيلي فيما جلست حماس على مقاعد المتفرجين تراقب سير المحادثات إن كانت مجدية لتنفيذ الاتفاق وأخضعت بنيامين نتيناهو لجهاز فحص الكذب إن كان بالالتزام أم بالعودة الى المسافة صفر وبالبريد العاجل أرسلت حماس ردها لناحية عدم مشاركتها في أي لقاءات تفاوضية تعقد اليوم وقرار الحركة يأتي في أعقاب المطالبة بتطبيق الاقتراح الذي تمت الموافقة عليه في الثاني من الشهر الفائت وهي أبدت استعدادها للدخول في تنفيذ آليات الاتفاق حال حصولها على ضمانات واضحة يلتزم بها الاحتلال. أولى الجولتين أحيطت بالسرية التامة وعشية انعقادها تولى مسؤولون أميركيون كبار رسم المشهد التقريبي لتل أبيب ونقلت نيويورك تايمز أن إسرائيل استنفدت كل ما لديها ووصلت إلى نهاية الطريق في غزة ولن تتمكن من القضاء على حركة حماس بالكامل وأنه لا يمكن إعادة الأسرى من غزة بالقوة. أما الغارة الدبلوماسية التي نفذها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بالأمس فتلتها اليوم زيارة لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه وفي جعبته تأكيد دعم فرنسا للبنان ووقوفها إلى جانبه وثقتها به وتمنيات باستمرار عدم التصعيد من الجانب اللبناني مقدرا ضبط النفس في هذه الفترة الصعبة في حين التزم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بعد لقائه بالصمت والصبر وداهمته نوبات من الايمان في عيد انتقال السيدة العذراء فاعتمر الصلاة لزوم المرحلة. وما إن يفرغ الفرنسي من لبنان متوجها إلى الأراض المحتلة حتى يطل وزير الخارجية المصري غدا على المشهد اللبناني وما بين الزائرين موقف حاسم حازم لحزب الله إذ قال نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم إن رد المقاومة آت وهو منفصل عما ستؤول اليه المفاوضات وأضاف أن زيارة هوكشتاين استعراضية وهو لا يحمل شيئا ولا توجد مقترحات اميركية محددة معتبرا أن الاميركيين يريدون القول إنهم يتحركون لكن في الفراغ من دون مشروع حتى الآن. الاميركيون يتحركون.. وفرنسا تلحق بهم فيما بريطانيا تسارع الى ترسيم المنطقة وآخر المواقف ما قاله وزير الخارجية البريطاني قبيل توجهه إلى تل أبيب عن أننا نمر بلحظة حاسمة بالنسبة للاستقرار العالمي وأن الأيام المقبلة قد تحدد مستقبل الشرق الأوسط وهذا ليس سوى توطئة لما يعد للمنطقة بدليل التهديدات المبطنة التي أطلقها هوكشتاين حول الأساطيل العسكرية وقوله نتمنى ألا نضطر لاستخدامها وما الحراك الدبلوماسي وسباق فرنسا واميركا سوى هروب إلى الأمام فاذا فشلت الحلول يتم تحميل المسؤولية لحزب الله تماما كما كانت توجه التهمة لحماس بإفشال المفاوضات في كل مرة. وعلى الوضع الغامض وضبابية الأمور استدعى نتنياهو وزراء الحرب والخارجية والشؤون الاستراتيجية إلى مشاورات أمنية الليلة. وبالانتظار فإن الرئيس الفلسطيني محمود عباس حل ضيفا على البرلمان التركي وفي كلمة له قال: لا دولة في غزة ولا دولة من دون غزة وعلى شعار النصر أو الشهادة قرر التوجه مع جميع القيادات إلى القطاع ومنه إلى القدس تحت حماية مجلس الأمن. والاتكال على مجلس الأمن بالأمن كالانتقادات العربية لصمت الدول الغربية عن المذابح في وقت تملك تلك الدول سلاح المقاطعة تماما كما فعلت حملة مقاطعة إسرائيل والشركات الداعمة لها والتي أدت إلى استقالة المدير التنفيذي لسلسلة القهوة العالمية ستاربكس بعد تدني نسبة مبيعاتها ودفع طوفان الطلاب الذي انطلق في الجامعات الأميركية دعما لغزة برئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق المدللة “بمينوش” إلى الاستقالة من منصبها بعد قمعها الطلاب والأساتذة والاستعانة بالشرطة لاعتقالهم. أطاحت غزة “بمينوش”، وقلدتها وساما من مرتبة “اللاشرف”.