مساء بيروت اصبح مسيجا بالنار مناطق ملء ناسها, أحياء مكتظة بنازحين ومقيمين, حولتها اسرائيل الى اهداف وبعد مار الياس.. ضرب العدو في زقاق البلاط بصاروخين من مسيرة استهدفت بقعة جغرافية تشهد على كثافة سكانية حتى الساعة هناك شهداء وجرحى ولا تزال عمليات رفع الانقاض وانتشال الضحايا مستمرة.
وهذه هي لغة التفاوض التي يديرها نتنياهو ويفرضها على بيروت وواشنطن ويعلنها عبر الكنيست من دون وجل وبتحد للاميركيين الذين قال إنه تجاوز آراءهم في غزة واضاف نتيناهو في خطاب الاشتباك امام معارضين ومؤيدين : لقد ابلغت الأميركيين بأنه إذا ما تطلبت الحاجة فسنحارب بأظافرنا فالمفاوضات تتم الآن تحت النيران والقصف ونطالب بإبعاد حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني وبحرية التحرك في لبنان
وفي رده على المقترح الاميركي قال نتنياهو: قدمت لنا ثلاثة خيارات بشأن التعامل مع حزب الله لكن كان لي خيار رابع هو تدمير القدرات الصاروخية للحزب والتصريحات بالصواريخ هذه، قادت الى بلبلة في سوق التفاوض وانعكست على حركة الموفد الاميركي اموس هوكستين.
إذ سرب موقع اكسيوس أن زيارته لبنان أرجئت لكنه لم يلغها نهائيا، لكن مراسلة الجديد من واشنطن الزميلة جوزفين ديب اكدت عن مصادر اميركية ان هوكستين سيصل قريبا جدا الى بيروت وبدا ان اسرائيل سعت الى استباق مرحلة التفاوض برشقات هدامة من كل الجهات عبر الغارات اولا.. ثم من خلال تعطيل حركة الموفد الاميركي ورمي كرة الرفض على لبنان الذي وللمرة الاولى اجمع على تقديم الايجابيات.
هي ساعات عصيبة ومحفوفة بخطر المناورات الاسرائيلية التي ستتكرر في الميدان الامني والدبوماسي على حد سواء وبنك اهداف نتنياهو يتعرض للافلاس عسكريا بعدما اصبحت غارات العدو تتركز على المدنيين والاماكن المأهولة. اما في الميدان البري فإن جيشه يحاول التوغل من جهات عدة من دون ان يكون له موطىء قدم حتى الان على ارض الجنوب.