IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد 22/12/2024

شرعا  ظهرت القيادةُ السوريةُ الحديثة على صورةِ الدولة ورجالاتِها  ورسّمَت العلاقةَ مع لبنان بحدودٍ تنتهي عند الحدودِ البرية  وبربطةِ عنقٍ تُلغي ما قبلها من عصبة الرأس. شكلاً كان احمد الشرع يتدرج الى المدَنية سالكاً طريقَ رجلِ الدولة التي انقلبت على تنظيمِ الدولة. وقدم رجلُ سوريا الاول خطاباً شرعياً تجاه لبنان لناحية احترامِ سيادتِه وعدمِ التدخلِ في شؤونِه  قائلا : إننا  نقف على مسافةٍ واحدة من الجميع في لبنان ولن تكون هناك حالة تدخلٍ سلبيٍ على الاطلاق  هذا الخطابُ الموسع الاول تجاه لبنان قدمه الجولاني السابق امام وفدٍ كبيرٍ من طائفة الموحدين الدروز نيابةً وشيوخا وزعامةً برئاسة وليد جنبلاط. زعيمُ الجبل الذي صمد طويلا  في عدائه لنظام الاسد وراهن منذ ثلاثةَ عشر عاماً على سقوطه كان اولَ المطبعين مع الحكم الجديد  فتمنى ان تعود العلاقات اللبنانية السورية الى الأصول الطبيعية من خلال العلاقات الدبلوماسية  وأن يُحاسبَ كل الذين أجرموا بحق اللبنانيين  وتُقامَ محاكم عادلة للذين أجرموا بحق الشعب السوري وأن تبقى بعض المعتقلات متاحفَ للتاريخ  حيا جنبلاط  الشعبَ السوري في انتصاراته الكبرى ومعركتِهم للتخلص من القهر والاستبداد.

وبخلاف الإطباق على انفاس الصحافيين سابقا فان الاجتماع بين جنبلاط والشرع جاء في الهواء الصحافي الطلق ومفتوحا على شتى انواع الاسئلة التي كانت تعتبر محرّمة. واتضح من خلال المحادثة بين الطرفين ان لاحمد الشرع  روابطَ على سلطان باشا الاطرش أول من رفع  علم الثورة العربية على أرض الشام  وان جدَّه رافقه في رحلة مغادرته الى الاردن . ومن تمنيات القيادة السوية الجديدة للبنان أنّ تُمحى الذاكرة السوريّة السابقة من أذهن اللبنانيين  والتي كان تدخلُها سلبا حيث قتل النظامُ السوري كمال جنبلاط وبشير الجميل ورفيق الحريري  واشار احمد الشرع الى ان المكونَ الشيعي جزءٌ من البيئة اللبنانية وهناك صفحة جديدة مع كل مكوناتِ لبنان بغض النظر عن المواقف السابقة.

ولمّا كان لبنان يفتح صفحةً جديدة من بوابات الزعامة الدرزية فان سوريا الحديثة كان لديها مهمة ترتيب الاولويات مع تركيا لاسيما وان صراعا ً داميا يأخذ موقعه في الشمال السوري  وحمل وزير الخارجية التركي هاكان فيدان هذا الصراع الى قصر الشرع مطالبا بالقضاء على التنظيمات الارهابية في سوريا والتي تدعي أنها تكافح تنظيم الدولة، وبتلخيص لخريطة الصراع هناك ان تركيا فتحت حرباً على الاكراد وقسد..الاكراد تدعمهم اميركا  فيما سلطة ُسوريا الجديدة تريدهم ضمنَ الاقليات وليس دويلة ضمن الدولة. هو صراعٌ يمتد لتصفية  انقرة فصائلَ كردية  ويحشد الجيشُ الوطني التابع لتركيا بشرق الفرات ما يربو على خمسة ٍ وعشرين الف مقاتل لمهاجمة ما يعتبرونه ارهاباً كردياً جاثما على الخاصرة التركية . وفي صراع الاقليات اللبنانية على الاكثريات الرئاسية فان الوضع الانتخابي يراوح مكانَه دون اي اعتبار لزمانه. اسبوعان يفصلان عن جلسة الانتخاب , والكتل الكبيرة لا تزال عصيةً على الاتفاق   فالاسماء على وضعيتها .. مع تقدم الحديث عن تعديلٍ دستوري سيحتاجه قائد الجيش العماد جوزيف عون اذا ما توفرت لديه اكثرية ٌنيابية.