IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأربعاء في 27/03/2019

مال قلب رئيس الحكومة فأجل لقاء الأربعاء خميس الوزراء وبظهره جمعة الحساب .فلا أسئلة ولا أجوبة حتى استعادة العافية. وبالسلامة.أما المساءلة فجرت اليوم افتراضيا، واندلعت شرارة السجال بين لبنان القوي بزعامة وزيرة الطاقة ندى البستاني والجمهورية القوية بقيادة الدكتور سمير جعجع .وبين الهجمات الهدامة على خطة الكهرباء والاتهام بالتعطيل لمن لا يملك في الحكومة عشرة وزراء . جاء الإسناد على شكل تغريدة من نائب لبنان القوي إدي معلوف فكتب الى جعجع: “لا بالطب، ولا بالخيارات الإستراتيجية صاب،بالعد، ما بتفهم عليه، بملف النازحين، حدث ولا حرج. وجاي ينظر بالكهرباء”. إلا أن المس الكهربائي بين التيارين لم يأت من فراغ بل من وعد بزيادة ساعات التقنين بعد توقف معمل دير عمار والزهراني على الطريق. بسبب نفاد مادة الفيول أويل.

والمادة عائمة في عرض البحر تنتظر مستحقاتها كي تفرغ حمولتها.وهكذا دواليك . “بابور رايح وبابور جايي” والكهرباء معلقة على خطط قصيرة المدى وأخرى بعيدة المدى . وحلول موقتة دامت وتدوم وتدوم بالمولدات حيث ثبت بوجه ثلاثين عاما مضت أن الحلول الموقتة لم تكن سوى مدخل الى السمسرات والسرقات على متن بواخر.وفي قلب بنية تحتية مهترئة لتمديدات بلغت سن اليأس . لا حل لمعضلة الكهرباء إلا بحل مستدام كي لا يبقى المواطن رهين الفاتورتين.

وفيما يعيش لبنان ظلام العصور الوسطى.سافر بالزمن إلى عوالم التطور الرقمي بذكاء صناعي في الأمن والدفاع حتى بات شريك الناتو.في حين يتأهب البقاع ليصبح مقاطعة للصين الشعبية على الأرض اللبنانية. والشمال يستعد نفسيا للمنطقة الاقتصادية الحرة بمكب مستحدث حولها كقيمة مضافة.”هيدا لبنان” الصغير في محيط كبير يجري فرزه وضمه من القدس حتى الجولان وليس مستبعدا أن تكون مزارعنا وتلالنا المحتلة قد ضمت بشحطة القلم نفسها إلى الهضبة وهو ما كان رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود قد حذر منه.

فما فعله الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن ينسحب مفعوله على لبنان فحسب بل على غير دولة عربية لغاية في نفس توطين بعد تهجير. كل هذا يجري على أعتاب قمة عربية ستنعقد آخر الأسبوع في تونس . وأمام الزعماء العرب بضعة أيام لإعداد رد على مستوى الجرم الذي ارتكبه ترامب وحليفه نتنياهو بحق القدس والجولان. واتخاذ موقف موحد للتاريخ -على الأقل- بفرض عقوبات اقتصادية وإمساك الإدارة الأميركية من اليد النفطية التي تؤلمها . بدلا من الاكتفاء ببيانات الإدانة والاستنكار التي ضيعت فلسطين ومعها القدس وقتلت بغداد وتبرأت من دمشق . لعل الضرب في جامعة الدول العربية حرام. لكن ربما في الإعادة إفادة.وعلى ما قال الرئيس نبيه بري نقلا عن ميخائيل نعيمة :” سئل الجبل من أين علوك فأجاب من الوادي وهذه هي الحال بالنسبة الى العرب الذين أوصلوا الوضع الى ما هو عليه ” .