IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأربعاء في 24/04/2019

من بين حقول ألغام الموازنة وأرقامها الجدلية كان وزير الدفاع الياس أبو صعب يدخل الجنوب جوا، ليثبت معادلة الأرض منتزعا لغما مع القوات اللبنانية التي تقدمت بأسئلة عن المضمون ومدى التزام الوزير سياسة النأي بالنفس.

ومصحوبا بسياد الجنوب ومن تلال بلدة رفعت الراس ذات صيف إسرائيلي حار جاء كلام وزير الدفاع أكثر حرارة وتشبثا بسلاح القوة الى أن يقضي حزب الله أمرا كان مفعولا، ويصبح جيشنا هو المؤسسة الوحيدة القادرة على الرد، ويتوافق اللبنانيون على إستراتجية دفاعية وطنية وتزول الأطماع الإسرائيلية على البر والبحر، لكننا ومن بعد انتصارنا على العدو في تموز فإن موقعنا القوي وبفضل هذه الانتصارات يدفعنا إلى التفاوض من موقع قوة وليس من موقع ضعف .

أما الجيش فلديه مسؤوليات تستلزم أن يتسلح ويتجهز , وسأل بو صعب لمصلحة من نتنازل عن نقاط القوة، وما لم يعلنه وزير الدفاع سدده دفاع حزب الله بإعلان النائب حسن فضل الله أن كل اللبنانيين مسؤولون عن تسليح الجيش، إلا أن الولايات المتحدة والجهات الدولية تمنع تسليحه ورحب فضل الله بالياس أبو صعب في ربوعه وبين أهله.

ولما ضربت دفاعات بو صعب نواب ووزراء القوات اللبنانية المعترضين، بقوله إنهم يقرأون ما يكتب لهم، رد أمين سر تكتل الجمهورية القوية فادي كرم بالقول : تكرم علينا بتفسير يا صاحب الاكتشافات الخطرة، افضلك يكتبولك لكن القوات بدا أنها قرأت البيان الوزاري على نحو ملتبس ، فمعادلة النأي بالنفس لا تنطبق على إسرائيل التي إذا اعتدت على لبنان لن نواجهها بمضادات من ورق ولا بسطور البيان الوزاري العابرة للصواريخ، وعندما أقر مبدأ النأي بالنفس رسميا فإن ذلك هدف على وجه التحديد الى تحييد لبنان عن الأزمة السورية، وعدم التدخل في شؤون الدول العربية الأخرى وليس عن الصراع العربي الإسرائيلي الذي يشكل جوهر المشكلة في المنطقة، وقد دفع لبنان ثمنه غاليا احتلالا وتدميرا وشهداء، وما زالت الاثمان مستمرة حتى اليوم.

وبإستراتيجية دفاعية محلية للمواجهة السياسية كان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يحفر على صخرة الكتائب تحالفا ” يقي ” الطرفين مرحلة العهد القوي، وقال فرنجية : من موقعهم كمعارضة ومن موقعنا كنصف معارضة ونصف موالاة، بحثنا مجمل المواضيع وكان الحوار غنيا وشمل جميع الأمور بالحاضر والماضي والمستقبل، وأضاف: إننا ممثلون بالحكومة إنما نحن غير راضين عن بعض الامور الخطأ، لاسيما الكهرباء والدور الضروري للهيئة الناظمة، فيما أعلن رئيس حزب الكتائب سامي الجميل أننا “واصلون إلى خيارات كبيرة وأن هناك ضرورة أن يكون هناك حوارات مع جميع القوى السياسية، ونحن نحاول “شد” فرنجيه إلى المعارضة ورأى أن التطورات قد توصلنا الى تموضع إستراتيجي سياسي بيننا”.

والمسافة السياسية التي قربت بنشعي من الصيفي ستشكل نواة حركة معارضة من قلب السلطة وخارجها اذا ما شقت نفقا نحو معراب .