Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الخميس في 02/05/2019

سد الوزراء منافذ الهدر في المعلومات وأبقوا على المداولات سرية، التزاما بتعميم رئيسهم سعد الحريري وبتخفيف عوامل التوتر، انعقدت الجلسة هادئة بتقشف في الكلام لكن التوتر والاعتراض لم يكونا من العسكريين هذه المرةن بل جاءا من صوب مصرف لبنان ونقابة موظفيه، التي أعلنت في سابقة من نوعها الإضراب التحذيري يومين متتاليين رفضا للمس بالرواتب والتقديمات، وللهجمة المستغربة” التي يتعرض لها البنك المركزي .

والصوت الثالث بعد العسكر والمصرف، جاء من جمعية تجار بيروت برئاسة نقولا الشماس التي حذرت من اتخاذ تدابير مالية مرتجلة.

وفيما يعلو صراخ الشارع وتسود لغة ” النقار الحكومية ” كان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يقترح الهدوء
ونزع المطاحنة الإعلامية في نقاش الموازنة حتى لا يصل البلد الى الكارثة المالية،
وتوجه نصرالله إلى المصارف بالمساعدة على الحل لأننا في سفينة واحدة
لكن نصرالله استثنى من خطابه في شقه المالي، الحرب على الفساد التي أوكل الى الحزب جبهتها، أما دعوته إلى التفاهم والود السياسي، فغالبا يتفاهم أهل السياسة على الناس وتوافقهم لم يكن مرة سوى فعل نهب وسرقة وتحاصص وضد مصلحة الوطن .

هدوء الجبهة الداخلية لنصرالله لا يسرى مفعوله على جبهات الخارج وهو أطلق دفعة جديدة من الإشارات التي تحمل رؤوسا تهديدية للعدو الإسرائيلي،
وقال إن وعدنا الجازم للفرق والألوية الإسرائيلية التي ستفكر في دخول جنوب لبنان بأنها ستدمر وتحطم، وأمام شاشات التلفزة العالمية إنشاء الله.
وأعلن أن المقاومة وعلى الرغم من العقوبات فلن تمس قوتها وجاهزيتها، ورفع نصرالله ورقتي ضغط جديدتين في وجه إسرائيل : القرى السبع التي لا مانع في إعادة النقاش بها والأشياء الأخرى المخبأة خلف الاومونيا وتلك لن يفك سرها سوى إسرائيل نفسها .

أما مزارع شبعا فلبنانيتها منها وفيها وهذا محقق منذ عام ألفين والمقاومة ملتزمة تحرير الأرض المحتلة وهذا أمر محسوم وبالتالي فإن كل كلام آخر من أي أحد فلا قيمة له على الإطلاق ولا يقدم ولا يؤخر
اما من آمن بلبنانيتها ثم تراجع، فقد بدا على قناة العربية هذا المساء في سكينة وهدوء تامين مع حزب الله متحدثا عن تنظيم خلافن لكنه صعد باتجاه ايران ودروها في المنطقة والتي اوصلتنا الى افق مسدود وهددت دول الخليج .

واليوم تبدأ المرحلة الثانية من عقوبات ترامب على إيران، لتصل نسبتها الى صفر، أملا بدفع طهران الى رفع الإعلام البيض. لكن الجمهورية الإسلامية التي حولها الحصار الأميركي طوال اربعين عاما من دولة عادية الى دولة إقليمية كبرى، بات لديها الخبرة الكافية للالتفاف على العقوبات، ولا تزال على الرغم من الحصار تصدر نفطها برا وبحرا إلى خمس عشرة دولة جارة، كما أن الحسومات التي تعرضها على زبائنها. والعلاقات الإستراتيجية التي تربط بينها وبين الصين والهند وحتى تركيا تجعل من المستحيل تصفير صادراتها النفط. ستظل الناقلات التي تحمل الإعلام الإيرانية أو أعلام الدول الأخرى تنقل النفط الإيراني إلى الخارج، ذلك أن أي تصادام مع ناقلة من هذا النوع سيتسبب بمضاعفات دولية خطرة ليست في الحسبان، وعلى الارجح فإن ترامب على أبواب فشل جديد بعد سلسلة من الخيبات.

في الامس حاول ترامب تنفيذ انقلاب في فنزويلا على رئيس منتخب شرعيا، لكنه تلقى صفعة كبيرة حتى في واشنطن نفسها، حيث احتل أنصار مادورو سفارة بلادهم وطردوا سفير غوايدو منها على مرأى رجال الشرطة الأميركية. هدد بتلقين المكسيك درسا ثم تراجع، يفعل الشيء نفسه مع كوبا مجددا لكنه أيضا سيتراجع، توعد بقصاص زعيم كوريا الشمالية ثم هرول إليه طالبا الاجتماع به، مشروعه في سوريا مني بهزيمة قاسية ، استدر عطف طالبان لتأمين انسحاب آمن لجنوده من افغانسان. فشل في القرم وكلما زادت الضغوط على بوتين اتسع نفوذ القيصر دوليا حتى وصل الى فنزويلا. أما غريمته الصين فتنام على طريق وتبنيه الحرير حجرا حجرا وصولا إلى قلب أوروبا وإفريقيا. ليس في يد ترامب إلا التهديد والابتزاز المالي والعبث بالقانون والقرارات الدولية مثل المس بسيادة القدس والجولان وبيعها مجانا الى شريكه نتنياهو. لكنه مع كل خطوة يخطوها تخسر أميركا آخر أصدقاء لها في العالم.