اقتل أربعين ألفا في غزة .. سافر الى واشنطن متجاوزا العدالة الدولية ومذكرات التوقيف .. قف خطيبا كناشط إنساني أمام مجلسي الشيوخ والنواب يصفق لك الكونغرس الاميركي وتفرض عقوبات مسلكية على مقاطعي الخطاب.هي عدالة اميركا .. التي تقلد بنيامين نتنياهو غدا وسام الكلمة كداعية في حقوق الإنسان فيما تاريخ فلسطين اعطاه باشهر تسعة وساما اكبر من نخبة السفاحين عبر التاريخ .يرتفع نتنياهو في الكونغرس على سطح دماء ويقدم خطابا تتناثر منه ارواح اطفال ونساء وصحافيين ومنظمات انسانية.
لكنه يظل زعيما يحتفى به أميركيا وقد تم التصديق على روايته بالدفاع عن النفس وجلسة الخطاب المدججة بالشرطة سيقاطعها عدد من اعضاء الكونغرس, فيما يعتزم نشطاء معارضون للحرب تنظيم احتجاجات في مبنى الكابيتول الأميركي، ووفر المنظمون حافلات
للمدافعين عن حقوق الإنسان للقدوم إلى واشنطن من ولايات عدة في جميع أنحاء البلاد.
وقبل اعتلائه منصة الكونغرس نقل نتنياهو عملية شراء الوقت الى واشنطن في لقائه أهالي بعض المحتجزين في قطاع غزة وطمأنهم بخصوص ذويهم وكشف للعائلات عن اتفاق قد يبرم قريبا لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، موضحا أنه سيكون على مراحل وابلغهم المضي قدما في اتفاق التبادل،بالتزامن مع الضغط العسكري
وفي اثناء تحضيره للقاءات الاميركية تلقى نتنياهو النبأ الموجع من الصين حيث أعلن حصول اتفاق بين الفصائل الفلسطينية لتشكيل “حكومة مصالحة وطنية موقتة” لإدارة غزة بعد الحرب.
والاتفاق ضم أربعة عشر فصيلا فلسطينيا من ضمنها فتح، وحماس، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعلى قاعدة: اطلب المقاومة ولو في الصين , اتفقت الفصائل على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وإنهائه وفق القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
وفي اول تعليق اسرائيلي يعبر عن “طوفان الحقد” للوحدة الفلسطينية قال وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس إن هذا الاتفاق “لن يحدث”، وإن حكم حماس سوف يسحق وعباس سوف يراقب غزة من بعيد.
وبالنسبة لاسرائيل فإن اي اتفاق ” لن يحدث ” حتى ولو كانت قد وقعت عليه بنفسها , واي قرار اممي لن يطبق وعلى رأسها القرار 1701 في لبنان واذ تحدثت نيويوك تايمز عن ما اسمته وساطات بين حزب الله واسرائيل على انسحاب المقاتلين من مناطق حدودية وكشفت عن محادثات غير مباشرة بين الطرفين فإن لبنان يؤكد عبر مسؤوليه الرسميين أن الحدود مرسمة وليس هناك من حاجة الى اتفاقات تسبق وقف اطلاق النار.
وفي سياق المواقف من تفلت الجبهات اكد وزير الخارجية عبدالله بو حبيب ان جميع من التقاهم في اميركا بلا استثناء، لا يحبذون تفلت الوضع في جنوب لبنان بحيث تصعب السيطرة عليه في حال تدحرجه نحو توسعة الحرب، وقال بوحبيب لصحيفة الشرق الاوسط إن من التقاهم أجمعوا على ترجيح الحل الدبلوماسي على الخيار العسكري، وإن كانوا لا يوفرون الضمانات لما يمكن أن يقرره نتنياهو، لكن اتساع رقعة صواريخ المقاومة اليوم لم يدخل في دائرة التفلت ..وإن أفضى الى وضع نهاية للعام الدراسي المقبل في اسرائيل.