Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الجديد المسائية ليوم الأربعاء في 23/10/2024

سيدة البحار المدينة المبنية على صخرة تحت الماء حضارة الدنيا وخاصرة السفن: صور.. تضرب اسرائيل فينيقيتها الاولى واوروبا التي مرت صبية من هناك.. وعمران هندسي وآثارات من عمر الرومان.. ونسيج اجتماعي يولف المسلم على المسيحي في ارض كانت ولاتزال رسالة العيش الواحد

صور بقلعة بحرها, وصياديها, وحواريها وبحرها الذي تشرب مياهه المالحة.. وشاطئها الذي يكتب شعرا على الرمال, وناسها الواقعين على خط تماس مدني وقروي.. كل ذلك تهدمه اسرائيل لأنها ضد الحضارة وخالقها فمشهد انهيار العمران الهندسي المشغول بقلوب الجنوبيين كان مدمرا للتاريخ والذاكرة بماضيها وحاضرها.

ولكنه في المشهد السياسي جاء ورقة نارية اخرى للمفوض اللبناني الرئيس نبيه بري الذي وضعه الثنائي الاسرائيلي الاميركي على لائحة الضغط والتفاوض بالبنود النارية ولم تكن صور رسالة اولى إذ جاءت استكمالا لسيل من الرسائل في مستشفى الساحل ومجزرة الجناح وتفجير الغبيري الطيونة ومجازر النبطية ، وكلها معاقل لحركة امل.

ولكن بري يترقب من جهته محاصيل التفاوض الاميركي مع اسرائيل، اذ وعد الموفد الرئاسي اموس هوكستين رئيس المجلس بأجوبة عن وقف اطلاق النار في اقل من اسبوع ولم تتمكن عين التينة من استقصاء الخبر اليقين من زيارة وزير الخارجية انطوني بلينكن الى اسرائيل والذي امضى تفاوضا في الملجأ بسبب غزارة سقوط صواريخ المقاومة امس على تل ابيب.

وبتأخير ساعات احدثته صفارات الانذار طار بلينكن الى الرياض ضمن جولته على المنطقة والتقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ولم يعرف ما اذا كان الطاقم الاميركي قد حصل بالفعل على ضمانات اسرائيلية بالذهاب الى وقف اطلاق النار ام ان الاسرائيلي اقنعه باستمرار الحرب على لبنان وأبلغه بانه يحقق فيها نتائج ومكاسب.

لكن هذه المكاسب عمادها الاغتيالات وضرب المدنيين. حتى أن الاميركيين انفسهم لم يقتنعوا بذرائع اسرائيل إذ قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إنه لم يجد دليلا على وجود مخبأ نقود لحزب الله تحت مستشفى الساحل في الضاحية الجنوبية ل‍بيروت، بعدما زعم الجيش الإسرائيلي ذلك.

ومع كل هذه المزاعم فإن لبنان يقدم صبح مساء دليله على تطبيق القرار 1701 بكامل مندرجاته وينزع الاسباب والعراقيل التي تقف دون هذا التنفيذ وتؤكد المصادر أن الجيش اللبناني سيكون جاهزا لمهمة تطبيق القرار 1701، ولن تكون اشكالية في العدد والتسليح.

فالمؤسسة العسكرية لديها عديد يوازي أربعة آلاف وخمسمئة جندي ويمكن أن تؤمن خمسمئة اخرين، لكنها ستطلب الى الحكومة تطويع نحو ستة آلاف جندي ليصل العدد الى أحد عشر ألفا ولناحية العتاد تقول المصادر إن ما لدى الجيش الآن يصلح لتجهيزات شرطة، لكن حماية الحدود وتطبيق قرار دولي سيحتاجان الى تمويل وتجهيز.

أما السلاح لتنفيذ الآلية فليس هناك من نقص فيه يضمن الجيش تنفيذ الانتشار في الجنوب والتنسيق مع اليونفيل من دون تعديل في مهماتها ويرسم خبراء تقنيون الآلية بحضور اميركي فيما تكون الحدود مع سوريا قد أتمت انضباطها ولاسيما ان الرئيس السوري بشار الاسد كان قد التزم قبل ثلاثة اشهر بقطع كل أوصال الإمداد العسكري من ايران الى حزب الله بضمانة روسية وعربية.

والالتزامات بتنفيذ آلية القرار 1701 سيعيد لبنان تثبيتها في مؤتمر باريس للدعم والذي يشارك فيه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعدد من الوزراء بينهم وزير الاشغال المنبثق عن حزب الله علي حمية.