IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت 21/9/2024

هنا الضاحية.. التمت على جرحها، لملمت أشلاء أبنائها، وتركت قلبها تحت الأنقاض بحثا عن ضحكة الطفلة “نايا” وعن مفقودين. وعلى دفعات شيعت شهداءها  إلى المثوى الاخير في كل جهات الوطن، ورفعت صلواتها على كفين لشفاء الجرحى، ومع أولى خيوط الفجر نفضت الغبار عن جسدها وقامت من “بين الأموات” مرة أخرى في ضربة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة. وبعد كل محاولة قتل عن سابق عدوان، كانت تعود الأحلى بمن فيها وما عليها. دفعت الضاحية ومعها بيئة المقاومة مهر الوفاء غاليا ولم تبخل حتى بالروح وعن قناعة مستمدة من عقيدة الشهادة أعلى المقامات، سلمت أمرها وما استسلمت. الضاحية توأم المقاومة وخزان شبابها وبيئتها الحاضرة والحاضنة، وهي بمثابة الروح للجسم المقاوم. ومن هنا فالتكليف الشرعي لحمايتها من نفسها أكثر من واجب. بعد ليلة القادة في الرضوان، ثبت بالوجه غير الشرعي للعدوان الإسرائيلي أن الضربة لم تقصم ظهر قيادة الصف الأول وحسب، بل أصابت شظاياها كل لبنان في حرب إسرائيلية فتحت ثغرة كبيرة في قلوب كثيرة نزفت غضبا وقهرا على ما جرى، وهذا النزيف رسم علامات استفهام كثيرة. كيف لهذا الجسم المتماسك منذ طلقته الأولى، أن يفتح بيت النار في عقر داره؟ هو الحزب الصارم في هيكليته من أعلى الرأس إلى الأخمص القابض على سهر الليل وأمن الحدود، كيف وقع في الكمين وجمع عشرين من خيرة الخميرة ورعيل الجهاد الأول في المكان المصيدة، حيث الاكتظاظ وحيث الترصد من السماء والأرض، وحيث العيون المراقبة مفتوحة على كل إشارة. المقاومة ولادة القيادة ومثل الطبيعة لا تقبل الفراغ وتجارب الماضي دليل الحاضر، لكن ما جرى في ليلة الرضوان بفاعل مستتر حتى اللحظة، أودع الاحتلال كلمة السر يفرض تحقيقا جنائيا من داخل الجلدة وخارجها، وفي الوقت عينه يطرح السؤال عن جدوى الأنفاق ومدن الباطن، حيث الإقامة الآمنة ومصدر القلق للعدو  والمقاومة إذ بعثت اليوم بعشرات الصواريخ وقذائف المدفعية نحو القواعد والثكنات العسكرية والمقار الاستخباراتية، فإن إسرائيل وفي عدوانها على الضاحية أطبقت مبنى سكنيا على رؤوس ساكنيه وأزاحته من مرمى النار لفتح ممر نحو الخلية المستهدفة. وعلى هذا العدوان، ألغى الرئيس نجيب ميقاتي زيارته إلى نيويورك على قاعدة أن لا اولوية في الوقت الحاضر تعلو فوق وقف المجازر التي يرتكبها العدو والحروب المتعددة الانماط التي يشنها. وطالب المجتمع الدولي والضمير الإنساني باتخاذ موقف واضح من هذه المجازر الفظيعة وعلى جناح الفراغ الرئاسي ومبادرة الخماسية يصل غدا إلى بيروت الموفد الفرنسي جان إيف لو دريان، ويستهل الزيارة بالمشاركة في إحياء العيد الوطني السعودي على أن يشغل محركات الاستحقاق الرئاسي نحو المقار الرسمية “بالديزل المعطل”، وبالتزامن مع التطورات الميدانية، تحدث مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان عن أن خطر التصعيد في الشرق الأوسطواضح وحقيقي، في حين نقلت واشنطن بوست عن مسؤول أميركي أن أصواتا بإدارة جو بايدن تتساءل : لماذا نساعد إسرائيل إذا كانت هي من جلبت هذا الوضع لنفسها والصحيفة ذاتها نقلت عن دبلوماسي أوروبي قوله إن إسرائيل تظن أن ضرب أعدائها بقوة سيردعهم، لكن التاريخ يدل على أنها لا تفهم الرسالة.