أَبرقَ المقاومون الى بنيامين نتنياهو ودَقُّوا بابَه بمسيَّرةٍ حرةٍ مستقلةٍ وسيدةِ نفسِها .. اختالت في السماء نحو سبعين كيلومتراً .. مرَّت مرورَ الِّلئام قرب مِروحيةٍ عسكريةٍ اسرائيلية وتابعت طريقَها مرورَ الكرام.
لم تلحَظْها عينُ رصدٍ اسرائيليةٌ او قِبةٌ حديدية لكأنها مسيّرةٌ سحرية تَجاوزت راداراتٍ وطائراتٍ حربيةً ومسيّراتِ استطلاعٍ قبل ان تقومَ بزيارةٍ تفجيريةٍ الى منزل رئيسِ وزراء العدو بنيامين نتنياهو في قيساريا الواقعةِ بين حيفا وتل ابيب، استَنفرت اجهزةُ الامن الاسرائيليةُ وفَتحت تحقيقاتٍ بإخفاقِ الرصد المسبَّق معتبرة انَّ الوصولَ الى منزل رئيسِ الوزراء يُعدُّ فشلاً امنياً واستخبارياً كبيراً، واعلن مكتبُ نتنياهو ان رئيسَ الوزراء وزوجتَه لم يكونا في المنزل لحظةَ انفجارِ المسيّرة، فيما ظهر الرئيسُ المستهدَف بعد ثلاثِ ساعات بفيديو قصير معلناً فيه ان المعركةَ مستمرة.
وبدأَ الاسرائيليون توجيهَ دعَوَاتٍ للتظاهر امام منزلِ رئيسِهم في قيسارية واتَّهموهُ بالاختباءِ في القدس، فيما رَجَّحتِ المعلوماتُ ان نتنياهو يَعقِدُ اجتماعاتٍ امنيةً متواصلة تعقِبُ مرحلةَ مقتلِ قائدِ حماس يحيى السنوار، إذ إنَّ الضغوطَ اشتدَّت على حكومتِه لانقاذِ الاسرى وتجنُّبِ تَصفيتِهم .
وهذه الضغوطُ اصبحت ثلاثيةَ الأضلُعِ من الجيش والموساد والشابك والفريقِ التفاوضي. واضاف نتنياهو الى نقاشاته الامنية الضغطَ الصاروخي من لبنان الى الشمال الاسرائيلي وحيفا حيث وصلتِ اليومَ فقط دُفعةٌ من نحوِ مئتَي صاروخ كانت كفيلةً بتهجير ما تبقَّى من مستوطِني الجليل الذين اصبحوا نازحينَ معَ رئيسِهم المُهَجَّرِ من قيساريا. واسرائيل التي طَرحت تفاوضاً تحت النار .. كان لها ما ارادت إذ تتلقَّى دُفْعاتٍ اوليةً من الصواريخ ضِمنَ التعديلِ في استراتيجية المقاومة . واتساعُ رُقعةِ النيران معَ الوجَعِ الشمالي سيكون حطباً للعملِ الدبلوماسي الذي يندفعُ بقوةِ الصاروخ، وقد أُعْلِن عن زيارةٍ لوزير خارجية اميركا انطوني بلينكن الى اسرائيل الثلاثاء.
وقال موقع اكسيوس أنه سيبحث خُطةَ اليومِ التالي في غزةَ ولبنان ويوافيه الى بيروتَ الاسبوعَ المقبل الوسيطُ الاميركي اموس هوكستين على جَناح ما عُرف ب 1701 بلاس، وأولُ ترحيبٍ بالزائر الاميركي جاء من عين التينة، إذ قال الرئيس نبيه بري للجديد: ” أنا ما بعرف 1701 بلاس “.
وقبيل وصول جناحَي اميركا التفاوضيين زَنرت اسرائيلُ الضاحيةَ الجنوبية بحزامٍ ناري استمر ساعات فنفذت غاراتٍ عنيفةً على حارة حريك والشويفات وادعت انه استهدفَ مستودعاتِ اسلحة ومقرَّ قيادةِ حزبِ الله في الضاحية.