Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الخميش 7/11/2024

عند الأولي.. النقطة التي تفصل الجنوب عن الشمال رسمت إسرائيل إحداثياتها وبمسيرة واحدة ثلاثية الأهداف ضربت سيارة مدنية واصابت معها حاجزا للجيش وقوة لليونفيل…

استشهد ثلاثة مدنيين وأصيب ثلاثة عسكريين وخمسة ماليزيين من جنود حفظ السلام كانوا ضمن قافلة تابعة لقوات اليونفيل وصلت حديثا إلى لبنان وتتجه إلى مراكز عملها في الجنوب.

أصابت الضربة الجناحين التنفيذيين للقرار 1701 في رسالة بالدم واالنار مفادها أن كل من يحاول تخطي حاجز الأولي معرض للاستهداف وضربة الأولي جاءت متممة لرسائل التهجير لنحو خمس وعشرين قرية في جنوب لبنان طالب فيها جيش الاحتلال السكان بالإخلاء الفوري والتوجه إلى شمال نهر الأولي، ليرتفع بذلك عدد البلدات المدعوة إلى الاخلاء إلى مئة وخمس وثلاثين بلدة بالمباشر.

أصابت مسيرات الاحتلال القافلة وعلمها الأممي الأزرق ضمن سلسلة استهدافات لمواقعها الحدودية وأبراج مراقبتها.

وأما قيادة اليونفيل الشاهدة والتي كادت قوتها أن تصبح شهيدة فأصدرت بيان إنعاش ذكرت فيه جميع الأطراف بتجنب الأعمال التي تعرض قوات حفظ السلام أو المدنيين للخطر.

وطالبت بحل الخلافات على طاولة المفاوضات وليس من خلال العنف ومجرم الحرب يخبط خبط عشواء يقتل المدنيين يمحو تاريخا وذاكرة يبيد قرى ويدمر بيوتا ارتبطت بسيرة مناضليها كما فعلت بمنزل طبيب الفقراء في الخيام شكرالله كرم المناضل الذي رص صفوف المقاومين وشد من همم الأهالي للبقاء وللصمود وللدفاع… وقال لهم أنا هنا معكم باق في بيتي، وعيادتي مفتوحة، ولن اغادر مهما حصل فاغتالته إسرائيل في عيادته عام سبعة وسبعين…

وبمفعول رجعي عن ثأر قديم لمواقف الأمس تقتل إسرائيل الخيام اليوم تماما كما قتلت “منشية” بعلبك جارة القلعة والضاربة في عمق تاريخ والتي عمرت فوق حجارتها أعواما تفوق عمر نشوء الكيان بأعوام…

وللمنشية توأم البالميرا الذي احتضن في مواسم العز ملوكا ورؤساء ونجوما وحجز لفيروز.. “ليل وأوضة” غير منسية، وعلى “دراج بعلبك” صار مقام الصوت أرفع من “عواميد القلعة” التي هزتها صباح “بالأووف المشهود”، عند هذا التاريخ، أفرغت إسرائيل نارها لتقتل ذاكرة وتهدم تاريخا لا يزال معلقا على الهياكل ونائما بين معابد الآلهة…

لم ترتو إسرائيل من قتل البشر والحجر وهي ماضية في استثمار الوقت الضائع بين ولايتين ديمقراطية وجمهورية وبعدما هدأ غبار المعركة الرئاسية الأميركية فتحت صفحة جديدة في دفتر الحساب للمقايضة مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب القادم لولاية ثانية على إرث الاعتراف “بسيادة” إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس والانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وغيرها من الملفات…

وإلى حين انقشاع رؤية ترامب 2024 مسبوقة باستصدار سجل لا حكم عليه بقضايا جنائية فإن الداخل الإسرائيلي يغلي على نار بنيامين نتنياهو وتشكيلاته الحكومية وتغيير ضباطه في الحرب.

فقد برزت اليوم مشكلة دبلوماسية بين حكومة نتنياهو والخارجية الفرنسية التي رفض وزيرها دخول كنيسة تديرها باريس في القدس بوجود الشرطة الإسرائيلية بعدما أوقفت عنصرين من الدرك الفرنسي شرطة على باب كنيسة لم تحتملها باريس، فكيف باحتلال أرض وتنكيل بشعب منذ ثمانية وسبعين عاما أم هي مسألة فيها نظر؟