IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 30/12/2018

آخر أوراق السنة يودعها مطر يزيل تعبها، لكنه لا يغسل عيوبها، وعلى درجة واحدة من سلم العام الآتي تتدافع الملفات والأحداث والعقد، وتوضب حقائبها للرحيل الى ضفة السنة الجديدة.

تغادر الألفان وثمانية عشر إلى أخواتها من الأعوام مزهوة بأنها سنة الانتخاب بعد عمر طويل، لكن من انتخب نيابيا انتحب حكوميا، والبلد الذي قام من بين التمديد، أقعد على أزمة تأليف أشهرا سبعة، ولا يزال يراكم الوقت والزمن ويهدر الأيام. هو عام الشيء ونقيضه. انتخبنا وما انتخبنا، تكلفنا وما ألفنا. سقط تحالف معراب، عاشت معراب والمردة. عاد الحريري إلى من احتجزه يوما معلنا أنه بكامل حريته. انعقد مؤتمر “سيدر” ولم تطبق مفاعيله، وجمدت مشاريعه في انتظار التأليف.

عام الأزمات ومطاردة المولدات والتراشق بالخلافات وآخرها ما لم تنته ذيوله بعد، وامتدت لتضرب العهد وتفاهماته مع أبرز حلفائه، ومن أصاب التوصيف لكل ما يجري كان البطريرك الماروني في عظة الأحد، والتي شملت كل مصائب الآحاد والأعياد والأيام الثلاثمئة والخمسة والستين. وقال الراعي إن المسؤولين عندنا يربون المواطنين على الولاء للمذهب والحزب والزعيم وصاحب النفوذ، وعلى مخالفة القانون، ويحمونهم بكل قواهم، وتحدث الراعي عن تعاط كيدي مذهبي وفساد، وسلب لمال الخزينة وهدره، ومعاشات لمئات الأشخاص الوهميين، ومصاريف على مؤسسات وهمية، وإقفال مئات الشركات والمؤسسات التجارية والصناعية وسواها، وتبنى سيد الكنيسة تظاهرات الشعب للتعبير عن غضبه ورفضه مثل هذه السياسة، وطالب بحكومة مصغرة من أشخاص ذوي اختصاص وحياديين، يعملون أولا على إجراء الإصلاحات وفق الآلية التي وضعها مؤتمر “سيدر”.

وبتوافق في الرأي رأى رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع أن على الرئيسين عون والحريري اتخاذ القرار بتأليف الحكومة تبعا لقناعتهما ووفق ما يريانه مناسبا، بغض النظر عن مطالب هذا الفريق أو ذاك. وليرسلا مرسوم التأليف إلى مجلس النواب حيث يمكن لأي فريق معترض مواجهته والعمل على إسقاط الحكومة هناك. وتساءل جعجع: “لماذا لا يتصرفون مع الآخرين بالطريقة التي تصرفوا بها مع “القوات” لجهة أن يقولوا لهم: هذا ما يمكننا إعطاؤكم إياه، وهذه الحكومة التي نعتزم تأليفها، ومن له اعتراض على ذلك ليبدي رأيه في مجلس النواب”.

وحذر جعجع من أنه “لا يمكن القبول باستمرار الوضع في لبنان على ما هو عليه تحت أي شعار من الشعارات، فهل ينتظرون سقوط الهيكل على رؤوسنا جميعا”؟.

وكلا موقفي جعجع والراعي يصبان في مسعى إنقاذي أخير، لكن الصوت المدوي لا يبدو أنه مسموع في خلال ما تبقى من ساعات العام، حيث يتم التسلم والتسليم للعام المقبل، وتفتتح السنة أيامها على استئناف التأليف وبالحلقة المفرغة نفسها، على ان قناة “الجديد” تسلم العام الفين وتسعة عشر هداياه، التي تبدأ من الليلة، خلي عينك عالجديد، وعلى هذه النشرة بالتحديد، إذ تبدأ طلائع الهدايا بسيارة تقلع من هنا، من هذا الاستديو لنطلق في هذه اللحظات بدء زمن الربح المستمر حتى منتصف ليل غد سهرة رأس السنة “ماينس وان” تتابعونها على شاشة ستكون حصريا لتقديم كل الربح لكم.