ضرب التأليف الحكومي مواعيد جديدة تبدأ الليلة باجتماع الحريري- باسيل، وتستكمل منتصف الأسبوع بزيارة جعجع لبعبدا. وفي مرحلتي الذهاب والإياب، فإن “طبخة البحص” الحكومية غير مؤهلة للتصفيات النهائية حاليا.
وعلى بعد ساعات من لقاءات التشاور، رفع نائب رئيس حزب “القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان بطاقة تعريف عن اتفاق معراب، وكشف عن بند المناصفة الوزارية بين العهد و”القوات” طوال ولاية الرئيس، وليس لمرة واحدة أو اثنتين. وأعلن عدوان أن هذا البند مكتوب ضمن الاتفاق الذي ساهم في انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية.
مكاشفة عدوان ولجوؤه إلى الدليل بالأوراق صانعة الرؤساء، تقابلها مرونة “قواتية” على جبهة نائب الرئيس، إذ تشير معلومات “الجديد” إلى توجه “قواتي” نحو الإعلان أن نائب رئيس الحكومة هو من صلاحيات رئيس الجمهورية، فيتلقف الرئيس تلك المبادرة ويسمي وزيرا “قواتيا” لهذا المنصب.
تحصنت “القوات” بالورق، وتحصن رئيس الحكومة برجال الدولة من فئة السرايات، ليعزز صلاحيات موقع رئاسة الحكومة ويعزلها عن التوقيت والمدة وقيود الزمن، حيث يؤلف بحرية من دون مهل أو شروط، وليقول إن الدستور لم يفرض على الرئيس السني أي نصوص تلزمه التأليف ضمن مهلة محددة. والأبرز أن الحريري بإمكانه أن يسافر حرا، لا يطارده زمن، لا بل يأمن ظهره من الرئيس النجيب، ويغادر بسلام، وقلبه على الفؤاد، فالثلاثي الحكومي السابق هو ضمانة المستقبل، يسهر على دستوره وصلاحياته ويحفظ حق الرئيس في التصريف إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
وهيئة الأركان الحكومية، المنصرفة منها وتلك الباقية على قيد التأليف، تمكنت من إعادة تذكير اللبنانيين بالصلاحيات، وبموجبها يغادر الحريري في زيارة استجمام خاصة، سبقه إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري. ولا داعي للاستعجال، فتصريف الأعمال قائم، ومراسيم طالعة ومراسيم نازلة، والضمانة موجودة بأن عهد تصريف الأعمال مستمر حتى إشعار آخر.