Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 19/08/2018

انقطعت الأنفاس الحكومية تأليفا على مشارف الاضحى، ما خلا الشهيق والزفير تصريفا. غابت أنباء قيام الساعة حكوميا، وحضرت شياطين العقد التي تنتظر رجمها في شعائر الطواف حول التأليف وازالة المعابر المرفوعة أمام “الحج خلاص”.

وتسجل في الأيام المقبلة زيارات من خارج “الحرم الحكومي”، حيث يسعى الرئيس سعد الحريري إلى المملكة، لكن في رمي جمرات عائلية، فيما يحج وزير الخارجية جبران باسيل غدا إلى موسكو، قبلة الحلول السياسية في المنطقة لمناقشة أزمة النازحين.

وما بين الزيارتين، كانت معراب تعلن “صفاء” النية تجاه وزارة الدفاع وتؤكد أتباعها حسن سير وسلوك إذا ما أسندت هذه الحقيبة إليها. وقال النائب جورج عقيص ل”الجديد” إن “القوات” قدمت كل ما لديها لتسهيل تشكيل الحكومة والكرة لم تعد في ملعبها، وان التنازل عن خمس وزارت والقبول بأربع فقط هو تنازل كبير، وأي شيء آخر سيعتبر رضوخا.

لكن كل ذلك لا يقيم حكومات، والأمر مناط بعزم الرئيس المكلف على المضي قدما والضرب بيد من تأليف، لاسيما وان بعبدا عبدت له الطرق للمسير حتى ولو اختار حكومة عكس التيار وقرر تشكيلها من دون اللون البرتقالي. فقضايا البلد الملحة لم تعد تحتمل الدلال والوقوف عند الخواطر ووزير طالع ووزير نازل.

لكن أزمة رئيس الحكومة لم تكن هنا، بل في التعثر بقراره السياسي الذي ارداه خارج الحدود، ودفعه الى ترسيم العلاقة مع سوريا، مقفلا بوابات العبور اليها. وكلف الحريري نفسه اكثر من وسعها، حيث ذهب الى حدود رسم فيها ألغام العودة، وكان اللافت انه تبرع بمواقفه من دمشق بلا مشورة ملكية، لاسيما وان قوافل العودة السياسية الى الشام بدأت على غير جبهة.

ومن هنا تقرأ مواقف مستجدة منسوبة إلى مصادر “بيت الوسط” وتعتبر ان المزايدة في العلاقة المتوترة مع سوريا ليست من مصلحة لبنان، وان بند العلاقة اللبنانية السورية لم يرتق إلى مستوى العقدة أمام تأليف الحكومة. فهذا الأمر، وفق المصادر، قابل للحل. الحريري يفاوض في شأنه، وقد صودف ان هذه المعلومات تم تسريبها في اعقاب زيارة القائم بالاعمال السعودي الوزير المفوض وليد البخاري الى “بيت الوسط”.

وإذا ما اعاد الحريري تقييم العلاقة مع سوريا، فإنه بذلك لا يفتح على تسهيل تأليف الحكومة فحسب، بل انه سيساهم في حل اكثر العقد المتعلقة بالنازحين وتصريف الانتاج اللبناني من معبر نصيب الحدودي. اما اذا ما استمرت السياسية على كيديتها، ف “يطعمك الحج والناس راجعة ع سوريا”.