تحت مِظلة قواعدِ الاشتباك /شهداءُ اكثر .. حربٌ أقل . هي الايامُ الأصعب على حزب الله في تلقِّي الخسائرِ على جبهتين جنوبيةٍ وسورية، حيث استُشهد وأُصيب العشراتُ من لبنانيين وسوريين باستهداف العدو الإسرائيلي فجراً ريفَ حلب /لكنَّ اللافت هذه المرة هو تشغيلُ المجموعات الارهابيه على الساعة الاسرائيلية، إذ أعلنت وَزارةُ الدفاع السورية التصديَ لاعتداء نفذته بالطيران المسيّر جبهةُ تحرير الشام “النصرة سابقاً” من إدلب وريف حلب الغربي تزامناً مع الغاراتِ الاسرائيلية . وبلغت حصيلةُ هذا الاعتداءِ المزدوَج اثنينِ واربعين شهيداً بينهم ستةٌ من حزب الله . ولم يكدِ الحزبُ يُحصي شهداءه في سوريا حتى نفذ الطيرانُ المسيّر غارةً على بلدة البازورية مسقَطِ رأس الامينِ العامِّ لحزبِ الله السيد حسن نصرالله /وتبعاً لاعلان جيش الاحتلال، فإنَّ الغارة اسفرت عن اغتيال علي عبد الحسن نعيم, الذي كان يشغَلُ منصِبَ نائبِ قائد وِحدةِ الصواريخِ والقذائف ويتمتعُ بخِبرةٍ واسعة في العمليات المَيدانية ومعرفةٍ عميقةٍ في مجال الصواريخ. لكنَّ اعلامَ حزبِ الله نعاهُ شهيداً على طريق القدس، من دون الإشارة الى أيٍّ من المناصبِ القيادية له . لم تُبدِّلِ الخسائرُ البشرية في التكتيك العسكري على الرَّغم من استعراض القوة لدى سرائيل، اذ وصل وزير الحرب يوآف غالانت من البنتاغون مباشرةً الى مستوطنات الشمال، وقال من غرفة العمليات هناك إننا ننتقل من الدفاع الى الهجوم على حزب الله وسنصل إلى كلِّ مكانٍ يَعمل فيه من بيروت وبعلبك وصور وصيدا والنبطية حتى الأماكنِ البعيدة مثلِ دمشق وربما أبعد”. واعلن غالانت انه أصدر تعليماتِه لقيادة المنطقة الشمالية بتوسيع الحملة في الشمال، وقال : أبلغتُ الولاياتِ المتحدة والوسطاءَ بهذا الأمر. والمِفتاحُ الاميركي هذا الذي كَشف عنه غالانت، سيبدأُ استخدامُه في رفح وليس على جبهة لبنان، التي لا تزال محكومةً بقواعدَ محددةٍ تَمنع سحبَها الى الحرب الموسعة . وكلُّ ما تبدَّل على جبهة المقاومة، بحسَبِ مصادرَ مطلعةٍ على سير صواريخها، أنَّ صواريخ بركان اصبحت تنزِلُ مباشَرةً على قلب المستوطنات بعدما كانت تَستهدف المواقع ، ولن يكون هناك انتقالٌ عسكري آخر إلاّ اذا طرأَ ايُّ تطورٍ نوعي من جانب اسرائيل. وتقول المصادر إنَّ الصواريخ متى وصلت الى نهاريا ، نكون قد دخلنا خطرَ الحرب الشاملة ، وهذا المسارُ الحربي يثبّتُ حالياً الوضعَ القائم لكنَّ الاخطار تتراءى من رفح بعد شبه التفويض الاميركي لقيادة اسرائيل بالسير في معركةٍ كانت بالنسبة الى الرئيس جو بايدن خطاً أحمرَ واذْ بها اليومَ تعطي الاشاراتِ الخُضرَ، وقد طلبت ادارة بايدن من اسرائيل السماح بتوجُّهِ ضباطٍ اميركيين للمشاركة في وضع خططٍ بشأن مدينة رفح . وبعدما كانت اميركا بمجمل قادتها ومسؤوليها تحذر من خطر اجتياح رفح وعواقبِه، بدأتِ اليومَ بالنزول عن سُلّم اللاءات، وأعلن البنتاغون ان واشنطن لا تدعم عمليةً عسكرية كبيرة في رفح ، بما يعني انها ستدعمُها اذا كانت مصغرةَ او متوسطةَ الحجم حيث اراقةُ الدماء واحدة . وقال البنتاغون إن الاسلحةَ التي سنقدمُها الى اسرائيل يجب ان تُستخدمَ وَفقاً للقانون الدولي، لكأنَّ الثلاثةَ عشَرَ الفَ طِفلٍ فلسطنيني قتلوا في غزة وَفقاً لشرائع حقوق الانسان واستَخدمت اسرائيل مع اجسادهم الطرية كلَّ الموادِّ الدوليةِ ذاتِ الصلة . وفي التفويض الاوسع اعتبر البنتاغون ان المعركةَ هي اسرائيليةٌ ونحن لا نُملي عليهم ايَّ شيء ، وهي التصريحاتُ نفسُها التي بدأت تصدر عن الرئيس الاميركي جو بايدن ووزيرِ خارجيته انطوني بلينكن حيث التفاوضُ بالنسبة للادارة الاميركية هو لحماية المدنيين في رفح، على اعتبار ان ثلاثةً وثلاثينَ الفَ مدنيٍّ كانوا تحت الحماية عندما تمت ابادتُهم بين شمالِ وجنوبِ ووسطِ غزة . ووسَطَ هديرِ رفح وترقُّبِ جبهة الشمال، فإنَّ لبنانَ المصلوبَ سياسياً عَلّق َ نشاطَه المعطّل .. ويدخُلُ بين عطلة عيدينِ اثنين .. لا شيءَ سيتغيرُ إلاَّ في عقاربِ الساعة ، ستقدّمُ الزمنَ ستينَ دقيقةً اعتباراً من ليلِ غدٍ السبت من دونِ ان يتقدمَ البلدُ ساعةً واحدة الى الأمام.