ضربة ايرانية بقفازات دبلوماسية .. قد تنتهي الى احتوائها اسرائيليا بعد استيعابها اميركيا وتعميمها من المحيط الى الخليج. فالصواريخ المهداة من ايران الى اسرائيل في الليل المسير من شأنها ان تسدل الستار على الزمان والمكان المناسبين لتبدأ المنطقة مرحلة جديدة الكل كان عالما بأمرها وهو وقع على مسارها. فايران نفسها اعلنت عبر وزير خارجيتها حسين امير عبد اللهيان انها و قبل اثنتين وسبعين ساعة ابلغت أصدقاءها وجيرانها في المنطقة بعزمها على الرد. والاصدقاء الكثر لم يألوا جهدا في ابلاغ من يعنيهم الامر ان الصواريخ قادمة, فيما اتخذت دول صديقة وضعية القبة الحديدية بالوكالة, أما الولايات المتحدة فقد لعبت دور ضابط الايقاع وشرطي المنطقة .. فدفعت عن اسرائيل نار الصواريخ من جهة واخطرت القيادة الاسرائيلية من الجهة المقابلة ان اميركا لن تشارك بهجوم مضاد على ايران كما اعلن البيت الابيض. والبيت ظل ابيض القرار واتبع اسلوب التكتيك السياسي اللاعب على خطي النار ورمادها فالرئيس الأميركي جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصال هاتفي أجراه معه عقب الرد الإيراني ، أن واشنطن ستعارض أي هجوم إسرائيلي ضد إيران ووفق موقع اكسيوس فقد تفهم نتنياهو الموقف الاميركي وهذا التفهم ابقى على الصراع قيد التحكم الدولي اذ ضمدت اسرائيل جراحها وقالت عبر وزير حربها يوآف غالانت إن “احتواء الهجوم كان مثيرا للإعجاب والأضرار كانت طفيفة. ومستوى التفهم وصل الى شبكة تواصل بين طهران ووشنطن حيث اكدت ايران انها ابلغت البيت الأبيض في رسالة هذا الصباح بأن عملياتها محدودة وتهدف إلى الدفاع المشروع بوجه النظام الإسرائيلي ومعاقبته ولم تستهدف في هجومها خسائر بشرية واقتصادية. وبالنسبة الى ايران فقد سجلت انها للمرة الاولى تواجه اسرائيل وتلعب بسمائها عسكريا وتضرب قواعد انطلقت منها عملية الاعتداء على قنصليتها في دمشق ونقطة انتهى. والنهاية ايضا رسمتها مواقف دولية عالية القرار فاجتمعت الدول السبع .. وادلى الناتو بدلوه .. وحركت بريطانيا اتصالاتها مع طهران للتهدئه, وتبرع المجلس الاوروبي بالدعوة الى ضبط النفس. واذ أدان رئيس المجلس باسم مجموعة الدول السبع الهجوم الايراني على اسرائيل, وجد ان الازمة الاساسية هي في غزة واعتبر ان انهاءها في اقرب وقت سيحدث فارقا في المنطقة. وتخفيض منسوب التوتر لعب عليه الرئيس الاميركي قبيل الاجتماع السباعي واعلن انه سيتواصل مع نظرائه في مجموعة السبع لتنسيق رد دبلوماسي موحد على هجوم ايران الذي وصفه بالوقح. وبمجرد الكلام عن رد دبلوماسي فهذا يعني ان اميركا والدول السبع استبعدت الخيارات العسكرية ودعت في بيان لها الى مواصلة العمل على استقرار الوضع وتجنب اي تصعيد في المنطقة. واكتفت الدول الصديقة لاسرائيل بان تكون لاعبة في الفضاء لالتقاط الصحون النارية الايرانية الطائرة قبل انفجارها. واذ يجتمع مجلس الحرب الاسرائيلي في هذه الاثناء لبحث خيارات الرد, فان هناك من اقترح داخل الحكومة الاسرائيلية بان يكون الرد سيبرانيا غير انه لو اراد الذهاب الى حرب لفعل منذ اول صاروخ ايراني , وسيكون الاسرائيلي مقيدا ايضا بعوامل داخلية وبمواقف الخارج الباحث عن استقرار المنطقة. اما مجلس الحرب اللبناني فيتعذر الوصول اليه بداعي السفر وتعطل حركة الملاحة لكن الرئيس نجيب ميقاتي وجه الدعوة بمن حضر لعقد جلسة سواء تشاورية او رسمية حكومية بنصابها المعهود لبحث الوضع اللبناني عقب الضربة الايرانية وانتظار رد اسرائيل