من بينِ النارِ وضحاياها المدنيين ترتفعُ أعمدةُ اتفاقِ وقفِ اطلاقِ النار الذي يتقدَّمُ محمولاً على رافعاتٍ دولية من وزنِ أميركا وروسيا معاً ولم تُبدِ إسرائيل حتى الساعة أيَّ موقفٍ رسميّ لناحيةِ تبنِّيها الاتفاق لكنَّ إعلامَها ومواقعَهُ المقرَّبة من السلطاتِ العسكريةِ والسياسية نَطَقَت بالحلّ ونَشرت بنودَ نهايةِ المعركة ووَفقاً لهذه البنود فإنه في الأيام الستينَ الأولى بعد توقيعِ الاتفاق يقوم الجيشُ اللبناني بتدميرِ ما تَبَقَّى من البُنية التحتية لحزبِ الله في المنطقةِ الواقعة بين الحدود والليطاني على ان ينسحبَ الجيشُ الإسرائيلي إلى خطِّ الحدودِ الدولية وتضمَّنَ الاتفاقُ ضماناتٍ دوليةً من الولايات المتحدة وروسيا لمنعِ إعادةِ تسليحِ حزبِ الله على ان تكونَ سوريا مسؤولةً عن منعِ نقلِ الأسلحة من أراضيها إلى لبنان، وفي أيِّ حالةِ انتهاكٍ للاتفاقية، يَحِقُّ للجيشِ الإسرائيلي العملُ ضد الانتهاك أو الردُّ عليه، ويكونُ النشاطُ مدعومًا بدعمٍ دولي وإذِ اتَّبَع بنيامين نتنياهو الصمتَ الاقربَ الى الموافقة فانه اعلن إجراءَه اتصالاتٍ مع الرئيسِ الاميركيِّ المنتخَب دونالد ترامب ثلاثَ مرات وهي شبكةٌ دخلت ِالنارُ اليافَها وعَكست سيرَ الطرفين في المعاهدة اللبنانية الاقليمية الدولية. ولا يعني ذلك أَنَّ حلَّ وقفِ اطلاق ِالنار قد تم بيعُه لادارة ترامب حصراً لأنَّ اللوبي الصهيوني لن يَكسِرَ طرفاً في اميركا وسياستَه هي في الإبقاء على يدٍ معَ الجُمهوريين واخرى معَ الديمقراطيين.. والطرفانِ هما معاً الأيادي التي صفَّقَت لبنيامين نتنياهو في جلسة الكونغرس الشهيرة وهذا اللوبي لن يسمحَ لنتنياهو باذلال الرئيس جو بايدين في ايامِه الاخيرة داخلَ البيت الابيض لكونِه يريدُ الابقاءَ على مَتانة العلاقة معَ الحزبِ الديمقراطي بالمساواةِ معَ الجُمهوري متجاوِزاً حساباتِ الربحِ والخَسارة الحالية وهذا التفاهمُ المستَجدُّ على ورقة لبنان مَدَّت اسرائيل اسلاكَه الى روسيا شريكِ الحلّ وأَوفَدت وزيرَ الشّؤون الاستراتيجيّة رون ديرمر في زيارةٍ سِرّيّة الى موسكو سعيًا للتّوصّل إلى تسويةٍ معَ لبنان متوقِّعَةً ان تلعبَ روسيا دورًا مهمًّا في اتفاقٍ مُحتمَل لوقف إطلاق النّار، لضمانِ منعِ تسليحِ حزب الله وسيغادر ديرمر إلى واشنطن، لمناقشة التّفاصيلِ بشأن التّسويةِ مع لبنان”.هو اتفاقٌ اصبح قائماً على ركائزَ من عيار القُطبَيْن العالميين، ما يشيرُ الى الغاءِ دورِ ايران وحذفِ حضورِها عن المشهدِ اللبناني، والابرزُ انَّ لبنانَ يكونُ قد وقَّعَ بالفِعل على فصلِ الجَبَهات ووَحدةِ مسارِها وهذا ما عَكَسَه رئيسُ الحكومة نجيب ميقاتي من الرياض مشارِكا غداً في القِمة العربيةِ الاسلامية وقال إنَّ الفرصةَ متاحةٌ اليومَ لنعيدَ الكِيانَ والجميعَ الى كَنَفِ الدولة وأنْ تكونَ الدولةُ هي صاحبةَ القرارِ الاولِ والاخيرِ بكل الامور وآمَلَ ان نجتازَ هذه المرحلةَ الصعبة في اسرعِ وقتٍ ممكن ونتوصلَ الى وقفٍ لاطلاق النار وننفذَ القراراتِ الدولية والاساس هو القرار 1701 وتعزيزُ وجودِ الجيش في الجنوب ولا يكونُ هناك سلاحٌ الا سلاحُ الشرعية كلُّ موجاتِ التفاؤلِ هذه تمرُّ من فُوَّهاتِ المجازرِ وضربِ القرى واستهدافِ المدنيين فاسرائيل التي تؤكدُ يومياً انَّ اهدافَها تَحققت في لبنان.. جَنَحَت نحو الاهدافِ المدنية ولاحقتِ النازحينَ الى علمات جبيل وبذريعةِ مطاردتِها بصمةَ وجهٍ، تَقتلُ وجوهَ اطفالٍ ونساءٍ ومدنيين هَرَبوا من نارِها فاحترقوا بها. غَيّرت اسرائيلُ معالمَ مدينةِ صور وحَاصرت بعلبك وقرى البقاع ببركانِ نارٍ وشَرَّدتْ نازحينَ من عمقِ نزوحِهم. والمأساةُ تقعُ بَدءاً من الليلة حيث النزوحُ المبلَّلُ بأوَّلِ الشتاء مهدَّدٌ بعواصفِ البرْدِ والامطارِ غيرِ الرحيمةِ هذه المرة .