بين غادة عون وشركة مكتف “ما صنع الحداد” وكل أدوات الكسر والخلع.. وبين القاضية المرابضة في عوكر والقضاء” حكم المنشار” الذي استخدمته سيدة جبل لبنان الاستئنافية لدخول مكتب الصيرفة “رابعة غادة” وموقعة الاقتحام يتقدمهما جيوش الجنجويد من مغاوير “المتحدون” سجلتا سبقا هو الأول من نوعه في جمهورية القضاء السائب الذي ستبقى فيه قاضية كغادة عون تحصد شعبية على الهواء مباشرة.. من وصولها في سيارة متواضعة.. إلى كسرها القرار القضائي بكف يدها.. بلوغا نحو تكسيرها أبواب البناء الحديدي تحت عدسات الكاميرا في دراما تلفزيونية فاقت نجوم الشهر الفضيل.
في مؤثرات المشاهد الضاربة أن القاضية عون أحضرت معها عدتها وعديد مناصريها وأهلت الحداد لدور محوري وأن الفاتحين الجدد خاضوا معركة ليس مع أمن الشركة فحسب بل تطورت الاشكالات إلى تصادم مع قوى أمن محكافحة الشغب أولا قبل أن يلتحموا بشعبة المعلومات
ومسرح الصيرفة لم تنته فصوله بعد وسط تمسك عون بالحصول على مستندات من داخل الشركة وهي قالت للجديد إنها تسعى للقبض على داتا تخص الناس.. وهي تظهر المسؤولين عن تحويل الأموال وعن ارتفاع سعر الدولار، وأضافت: أريد أن يعرف كل العالم أن القانون لدينا يمنع مدعيا عاما من التحقيق. وبغطاء التدخل السريع من التيار الوطني الحر فقد دانت اللجنة المركزية للإعلام في التيار اعتداء القوى الأمنية على المتظاهرين السلميين وطالبت وزير الداخلية باتخاذ الإجراءات العقابية اللازمة بحق من أعطى الاوامر بالاعتداء على المواطنين وحذرت من أن هذه المعادلة لن تستقيم ولن يجري السكوت عنها.
لكن الساكت عن الحق كان القضاء برمته ومجلسه الاعلى وكل رجالات القانون من بركانهم الخامد الى عصافيرهم المزقزقة.. بحيث تتذرع القاضية عون بأنها لم تتبلغ قانونا أي قرار من القرارات التي اتخذت يوم أمس.. وأنها مستمرة في عملها فيما تؤكد النيابة العامة التمييزية أنها أيضا مستمرة في تحقيقاتها المكلف بها القاضي سامر ليشع.
الصمت على الجبهات العدلية جاء بلا مسوغ قانوني.. بحيث لم يصدر أي بيان توضحي عن “المنشار القانوني” الذي استخدمته القاضية الحديدية في “قنصلية الصيرفة”.. وما إذا كان متاحا استعماله ووفق أي مادة من القوانين الوضعية.. وكيف تلجأ الى تطبيق القانون بالكسر والخلع والقطع ووفقا لبيان الامس فقد وعد رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود بكسر حلقة البعد الإعلامي والظهور على شاشات التلفزة لتوضيح المسارات القضائية.. لأن الحدث صار بحجم سقوط هيكل القضاء على رؤوس شاغليه
الحدث ما زال قائما في عوكر..وبجواره حدث آخر سافر عبره جبران باسيل من الرابية الى بكركي للقاء البطريرك الراعي وذلك على توقيت وصول الرئيس سعد الحريري الى روما للاجتماع غدا بالبابا فرنسيس في الفاتيكان، روما من فوق.. ونيرون من تحت.. وهو الذي أحرقها يوما نيرون مات ولم تمت روما.. لكن لبنان يبدو أنه سيفعلها وسيقضي نحبه ماليا واقتصاديا بمجرد البدء برفع الدعم.. ثم بالتحذيرات التي تصله من كبرى مؤسسات التصنيف وبينها اليوم شركة “موديز” التي حذرت من أن فقدان لبنان علاقات المراسلة المصرفية سيسرع من تراجعه الاقتصادي وإذا كنا نسير سريعا نحو الانهيار.. فإن نبؤءة إيلي الفرزلي بالحل العسكري قد تكون في موضعها.. وهو الذي تحدث اليوم عن ضرب المسيحيين للمعاقل والمؤسسات المسيحية والفرزلي الخارج من معاقل التيار الوطني الحر.. وصديق الجنرال.. يبدو أنه يكتب صفحات لم يدونها بعد في تاريخه الذي كان غدا.