مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الإثنين في 27/9/2021

على دروب صوان يواجه طارق البيطار سلطة من نترات الامونيوم يكاد ينفجر عنبرها في أخطر قضية من نوعها هو عصف سياسي يطوق قاضي التحقيق ويهدد بكف يده “وقلعه ” من أصوله القضائية وإبعاده عن ملف التحقيقات في تفجير المرفأ وذلك بعد أن تبلغ البيطار اليوم دعوة الرد من النائب نهاد المشنوق سلكت الدعوة قنواتها القضائية الى محكمة الاستئناف الجزائية التي ستبتها خلال أيام تجمد فيها أعمال وجلسات المحقق العدلي لكن يد البيطار لا يبدو أنها قابلة للكسر فالمعطيات القانونية تتجه جميعا الى رد دعوى المشنوق شكلا أما مضمونا فإن الرأي العام وأهالي شهداء المرفأ وجرحاه كفيلون برد يحصن قاضي التحقيق ويطلق يديه ليطال الدولة العميقة مهما ارتفعت حصاناتها هي استراحة محارب سيعود غدا لاستئناف أشغاله السياسية الشاقة مع سلطة قررت أن تفتتح أولى حكومة الإصلاحات بإصلاح العطب القضائي الذي يهدد وجود الطبقة الحاكمة. ويبدو أن الكائنات السياسية المتحركة ستقف ضد كل من يهز هذا الوجود من ملف المرفأ وصولا الى انتخابات المغتربين الخارجين على طوع أهل البيت السياسي وإذا كانت الدولة تتذرع بالعوامل اللوجسيتة والتقنية لتطيير حق الاغتراب في الاقتراع فإن وزير الخارجية عبد الله بوحبيب أكد للجديد أننا جاهزون لعملية إشراك المغتربين في الانتخابات وقال إن التسجيل سوف يبدأ في الاول من تشرين المقبل واجتمع أبو حبيب لهذه الغاية مساء بوزير الداخلية بسام المولوي علما أن وزيرة الخارجية السابقة زينة عكر كانت قد أنجزت التحضيرات كلها للعملية الانتخابية في القارات الست بتكلفة مالية لم تتجاوز سبعة آلاف دولار بعد أن كانت تبلغ ستمئة ألف دولار وأودعت أبو حبيب الصندوق الانتخابي المغترب وبذلك فإن أي إلغاء لهذا الحق الديمقراطي للمنتشرين سيكون سياسيا ولن يحق لهم التذرع بالأمور اللوجستية وفي حقوق المقيمين فإن أولى خطوات الرئيس نجيب ميقاتي بعد رحلة باريس بحسب المعلن رسميا: وقف الانهيار الحاصل في البلد وإنهاء المشكلات الآنية المتعلقة بتأمين التيار الكهربائي وحل أزمة الدواء والمحروقات، في موازاة الانتقال الى معالجة المشكلات الأخرى بالتعاون مع الهيئات الدولية المعنية وما لم يلحظه ميقاتي هو معالجة الأزمة مع الهيئات المحلية القابضة على حرية التعبير ففي أخطر مواقف وزير الإعلام جورج قرداحي المانحة للحصانة السياسية طلب لا يحمل حذف أي من الإجابتين ويقضي هذا الطلب بعدم الاعتداء على كرامة السياسيين وتحدث قرداحي اليوم أمام نقابة الصحافة عن شكوى كبيرة يمثلها السواد الأعظم من اللبنانيين من تفلت الإعلام ويبدو أننا في هذه الحال سنواجه “تفلت وزير الإعلام” الذي يطلب صون كرامة السياسيين وهو طلب غير متوافر لأن السواد الأعظم من السياسيين ” بلا كرامة ” وإذا كان هؤلاء يحكمون لبنان بكرامتهم فمن إذن سرق وأفسد وهدر المال العام وقاد المواطنين الى الجوع والبطالة والطوابير والبحث عن حبة دواء ومن أوصل الناس إلى جهنم ثم جلس يجدد شبابه السياسي على حكومة المحاصصة . وعلى تقييم وزير الإعلام يصبح المواطن هو من يمثل حكم الأزعر والسياسيون هم الأبرياء الذي ضحوا بأغلى ما عندهم من أجلنا أما السواد الأعظم الذي يشتكي من ظلم الإعلام . فليقدم قرداحي عينات عنه وليطلع الرأي العام على أي إحصاءات استند ليصدر النتائج فإما أن يفعل ويدلي بشهادته المثبتة بالدليل وإما تجري مقاضاة وزير الإعلام بتهمة نشر الأخبار الكاذبة والإحصاءات المزيفة وبجواب نهائي : أنتم حكومة تمثل الحصص الغذائية السياسية للتيارات والاحزاب ونحن صحافة أنتم حكم ونحن إعلام والضدان لا يلتقيان.