IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 15/10/2021

عند مستديرة الطيونة ..توقف البلد وكل ما عليها طار.. فالحكومة دخلت مرحلة تصريف اعمال من البوابة الخلفية .. التحقيق في جريمة المرفأ ستلفه الحصانات النيابية اعتبارا من الثلاثاء المقبل ..والدولار يغافل الجميع في سرعة طيران تحلق فوق العشرين.. ولكن الارتطام الاخطر هو بين مكونات ما اصطلح على تسميته بالعيش المشترك الذي اهتزت اركانه على مفترق طرق فاصلة , وبدا واضحا ان واقعة الطيونة رسمت خطوطا بالدم والسياسة في آن واعادت قراءة التحالفات التي تعرضت بدورها لرشقات نارية وابرزها على محور التيار الوطني وحزب الله … وقبل ان يبدأ الحزب مراسم دفن الحلف الذي استمر ستة عشر عاما او اعادة ترميمه فإنه وضع في سلم الاولويات مع حركة امل محاسبة مفتعلي جريمة الطيونة وهذا ما عكسته مراسم تشييع الضحايا اليوم وتحديدا في الغبيري مع كلام يصوب الاهداف لرئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين.. وإذ اتهم مسؤول حزب الله القوات مباشرة بافتعال الجريمة توعد بان الدماء التي تسقط نعرف كيف نحافظ على قضيتها وحقها والأيام الآتية ستشهد وسنصل إلى حقنا في الدماء التي سفكت… هذا التصويب رفع مطالب حزب الله ليضاف رئيس حزب القوات اللبنانية الى لائحة المطلوبين .. لكن سمير جعجع سيكون ممتنا وفي غاية السرور ولن يزعجه ادراج اسمه ضمن قوائم الحزب طالما ان هذا الامر سيضعه في موقع تأمين الحصانة للجمتمع المسيحي.. ولا اعتراض لدى جعجع على اتهامه بالقناص ما دام هذا الدور يؤهله للقنص السياسي والمزايدة على خصومه من التيار الى المردة والكتائب وحتى المستقلين… والمردة بدورهم .. باتوا يعرفون اللعبة فهم لم ينزلقوا في الى التضامن داخل مجلس الوزراء ولم ينضموا الى تظاهرات الشارع واكتفوا بالتأييد غير الملزم عبر التغريدات..

والحالة السياسية تركت بأثارها على الجيش لكن المهام المطلوبة منه في الحفاظ على الامن قد تبيح له عدم الظهور بموقف متلون .. لاسيما وان المؤسسة العسكرية مناط بها الان ايضا اجراء التحقيقات.. وفي المعلومات ان عدد الموقوفين ارتفع اليوم الى تسعة عشر شخصا بينهم من هم مناصرون لكل من القوات اللبنانية وحركة امل ويتوقف على نتائج التحقيقات هذه مصير بلد وحقن دماء ..وحقوق سبع ضحايا تم تشييعهم اليوم وسط حال من الحزن والغضب ..وتوزعت مراسم وداعهم بين بيروت والجنوب والبقاع وصولا الى عكار.. ومن حق من رحلوا الا تستخدم دماؤهم في معارك الميدان السياسي .. وشد العصب الطائفي.. وهذه اللعبة .. انتهجها الجميع .. واصبحوا خبراء بها .. وحدهم الناس الخارجين عن القيد الطائفي ادركوا تلك اللعبة ..ولانهم ما عادوا يخضعون للاستثمار فقد اعاد نبض الشباب حيوته الى الجامعات التي يكتسح فيها مستقلون تغييرون ..وليس آخر المعارك كانت في الجامعة الاميركية لبيروت.