من فرط حرصهم على موقع الرئاسة الأولى، استخدم نواب التيار الاسم الرئاسي ورقة ممسوخة، وأدخلوا إلى صندوق الاقتراع السري حبرا مسموما فقط من أجل الكيد السياسي مع الحلفاء، فكيف بالخصوم فالورقة البيضاء للبرتقالي تمت خردقتها بأسماء وهمية ومركبة وفردية “وتزيركية”، لأن التيار أراد أن يسجل موقفا.
ولكن هذا الموقف جاء منزوع القيمة عن المقترع والمقترع له على حد سواء وفي لحظة تذاك تشبه ألعاب الخفة، وضع عدد من النواب أسماء تنوعت بين ميشال منفردا ومعوض على “الفردة الثانية”، ثم معوض بدري ضاهر قبل أن ينفجر الذكاء الصناعي لمسؤولي التيار ويوزعوا تبريرات خرقاء لما فعلوه، فيؤكدون أنهم بهذا الأسلوب جعلوا لأول مرة الأوراق البيضاء تساوي أصوات ميشال معوض، وبالتالي وجهوا رسالة مدروسة بالخيارات المفتوحة وفي واقع الأمر، فإن الرسائل والخيارات والانفتاح تجلى بوضوح في لقاء “الزاروب” بين نواب من التيار وحزب الله، عندما اصطاد جبران باسيل نائبين من الحزب هما علي عمار وحسن فضل الله فتم توزيع الخبر والصورة على أنه اجتماع تنسيقي بين أركان مار مخايل واللقاء “على الواقف” في مجلس النواب جاء بعد رد حزب الله على باسيل.
وتعمد الحزب تمرير هذا الرد عبر العلاقات الإعلامية، لا عبر مسؤول رفيع أو على مستوى الأمانة العامة لكن المضمون الذي توجه فيه حزب الله إلى جبران باسيل لم يكن على مستوى الإهانات الموجهة من رئيس التيار إلى سادة الوعد الصادق.
فالحزب خفض منسوب التأنيب وصاغ بيانا يتهم فيه باسيل ضمنا بأنه يكذب، لكنه أوردها كالأم الحنون إلى ولدها المدلل وأول ما توقف عنده بيان التيار هذا المساء ردا على حزب الله، أنه لم يكن يريد أن يدخل في نقاش إعلامي مع الحزب، وأن ما ورد في بيان العلاقات الإعلامية هو ملتبس جدا ويحمل تناقضا، طالبا التصحيح وفي معلومات الجديد أن باسيل سيزور الصرح البطريركي غدا وسيضع البطريرك الراعي في أجواء الأزمة التي سبقت… وأعقبت جلسة مجلس الوزراء.
وسيجدد دعوته إلى رعاية كنسية لحوار مسيحي-مسيحي يطرح رئيسا من رحم الإجماع الذي قد يتولد من هذا الحوار والحوار بفرعه النيابي عاد اليوم إلى التداول مع كلام للرئيس نبيه بري وعزمه على تحويل جلسة الخميس المقبل إلى منتدى حواري إذا تعذرت جلسة الرئاسة.
وأبدى رئيس المجلس هذه الرغبة أمام مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق ديفيد هيل الذي يجري جولة استطلاع غير رسمية في لبنان على عدد من القيادات والمسؤولين.
ورأى هيل أن لبنان ليس ميؤوسا منه، على الرغم من لمسه نوعا من الأسى حيال مجريات الوضع. وبالصلاة على الرسول الأكرم وبثوب الإحرام غسل الرئيس نجيب ميقاتي كل الذنوب السياسية في مراسم عمرة أداها صباحا بين مكة والمدينة, متوجها بابتهالاته إلى المولى الذي رزقه حالا صحفا سعودية كتب عن طريق الالتباس: أن نجيب ميقاتي هو رئيس دولة جمهورية لبنان.