غدا هو ورقة ملغاة, ويوم قطع للحساب الرقمي بين فريقي التقاطع على جهاد أزعور والتصويت لسليمان فرنجية وإلى حين الحادية عشرة الا دقيقة ستظل رقعة الاتصالات تتوسع، وبينها ما أنتج حتى الآن كتلة الخيار الثالث التي ستخرق الاصطفاف، وتنشئ خط الورقة البيضاء او التصويت لأسماء قد ترتفع أسهمها بعد الرابع عشر من حزيران, وأفضى الانقسام الحاد الى جلسة بمرشحين اثنين.
ولا رئيس بحيث يخوض النواب غدا أولى حروب الإلغاء الرئاسية التي ستجعل الفراغ ضيفا مقيما وربما طويلا وتعميما للفائدة على الجميع، فإن كل القوى الممثلة في مجلس النواب اغتالت الرئيس وأبدت الفراغ, ولا احد يدعي الغفران فالأحزاب والتيارات والسياديون والتغييرون خاضوها معركة للتصفية وليس لإنقاذ البلد إذ إن الثنائي الشيعي رفع السواتر من ظهر المقاومة الى بطنها, ومسؤولوه خونوا الآخرين ووصلوهم كالصاروخ بتل أبيب.
والقوى المعارضة بدورها سحبت اسما من خزانة فؤاد السنيورة لتضرب به عدوها التقط جبران باسيل القوة الضاربة وتبنى ترشيح ازعور بهدف دعوة حزب الله مجبرا الى المنازلة والتفاوض.
وبينما هو ينتظر أن تعلم الضربة على خد الحزب، كانت وجنات التيار تستقبل الصفعة، وذلك عبر تصلب خمسة من قدامى نوابه المؤسسين والذين رفضوا قرار القيادة ومن دون وجل, هدد رئيس التيار النواب الخمسة اليوم على الملأ. وقال إن من لم يلتزم قراره وقوة التيار ويتسبب في إضعافه، ستترتب عليه إجراءات بحسب نظامنا الداخلي ودعا فريق الثنائي الشيعي الى وقف التدخل في شؤون التيار، ووقف الضغط لمحاولة استدراج نواب ومسؤولين وتحريضهم على قرارات مختلفة “تا ما نقول اكتر”، لكن من سيقول أكثر هم النواب المعنيون، والذين شرحهم باسيل واستخف بقدرتهم العقلية وجعلهم نوابا “يستدرجون” ولا يملكون قوة القرار والرأي.. بينما هم بما يمثلون يملكون قاعدة شعبية في مناطقهم أعطت التيار ولم تأخذ منه وفي المعلومات أن اجتماعا خماسيا عقد هذا المساء لبلورة الموقف من التهديد ومن خيار التصويت غدا.
وتقول هذه المعلومات إن النواب وصلهم هاتف على شكل إنذار اخير لكن خسارة باسيل بنوابه اذا وقعت.. يعوضها نواب من قوى التغيير والذين تفرقوا وتشرذموا وانقسموا واصبحوا ثنائيات وثلاثيات ثلاثة عشر نائبا كانوا, جاؤوا ممثلين للأرض وألم الشعب, كانوا نتاج حرب ضروس مع السلطة منذ 17 تشرين, وبعد سنة نيابة بدأ الانشقاق والتفرد والتموضع بدأت المواقف بالاستقلال الرئاسي عبر تبني جهاد ازعور من قبل ثلاثة نواب.. ثم توالت الاجتماعات في مجلس النواب للوصول الى موقف موحد وبينما كان منتظرا عقد مؤتمر شبه موسع..
رسا هذا المؤتمر على اعلان تقاطع النائبتين نجاة صليبا وبولا يعقوبيان مع جهاد ازعور، وتدارى عن الصورة كل من النواب ملحم خلف وياسين ياسين وفراس حمدان وابراهيم منيمنة وملحم رفيق نجاة في اعتصام المئة وخمسين نهارا اصبح في تقاطع مختلف بولا.. التي تقارع جبران باسيل كحبة دواء صبح مساء.. وجدت نفسها كلمة متقاطعة مع رئيس التيار وغدا مع ذوبان اسمي ازعور وفرنجية، ماذا سيقول نواب التغيير لمن منحوهم وكالة تمثيلهم, وهل سيعلنون مواقفهم افراديا بعد الثنائيات؟
الاربعاء هو يوم للرقابة ورصد الجميع.. ورقة ورقة.. وهذا ما وضعته فرنسا تحت مجهرها، واعلنت انها سوف تجري تقييما للجلسة فيما يجتمع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان يوم الجمعة مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الاليزيه والعالم الذي يستطلع الاربعاء اللبنانية لا يدركه النواب اللبنانيون، الذين يدخلون الى الجلسة غدا بثلاث فرق.. وهم لم يستطلعوا دستورهم الذي ينص لهم وعليهم أن: رئيس الجمهورية هو رمز وحدة البلاد.