نيران خلف القضبان وجمر تحت خيم النزوح وبحر يضيق بالفارين من اليابسة اللبنانية أما الدخان الرئاسي فحبيس الضباب السياسي.
هي صورة رباعية الأبعاد لمشهد لبناني واحد حيث تعددت السيناريوهات والنتيجة واحدة مزيد من تفكك الدولةوانحلال المؤسسات بانتظار الانفجار الكبير وهو ما بات مكتمل العناصر أمام الأحداث “الدوارة” وآخرها ما شهدته محلة الدورة.
وفي حوادث جمعة لبنان الحزينة تمرد بعد محاولة هروب فاشلة شهدها سجن زحلة حيث أدى الهروب حفرا في جدار الزنازين إلى إضرام السجناء النيران في ممتلكاتهم وأدت ألسنة اللهب إلى محاصرة أحد الضباط وحراس السجن وأسفرت العملية عن مقتل ثلاثة سجناء وجرح تسعة عشر آخرين نقلوا إلى أحد مستشفيات المنطقة استعان الأمن بالأمن لمحاصرة التمرد فطوق الجيش محيط السجن.
وسيرت قوى الأمن دوريات تفيش داخل السجن فيما تجمهر أهالي السجناء في الباحات الخارجية واكتفوا بالمشاهدة.
حوصرت مفاعيل زحلة بين جدران سجنها فيما فتح إشكال الدورة الليلي بين لبنانيين وسوريين مغارة النزوح على المحظور.
وفي مشهد من مشاهد الانفلات الأمني المتنقل تحت عباءة الإقامة غير الشرعية على الأرض اللبنانية كشف مصدر أمني للجديد أنه تم توقيف ثمانية وعشرين سوريا منذ ليل الخميس بسبب عدم حيازتهم أوراقا قانونية…
وإذ نفى المصدر وجود أي أسلحة حربية في إشكال الدورة أكد أن استخبارات الجيش أوقفت السوريين المتورطين فيه وعددهم ثمانية.
وتبين أن أوراقهم غير قانونية وتم تسليمهم إلى الأمن العام لإجراء المقتضى القانوني.
ما جرى في الدورة بروفا لما يمكن أن تنزلق إليه الساحة الداخلية المتخمة بأزمة النزوح والتي رصدت اليوم مركبا غير شرعي في بحر الشمال وعلى متنه ما يقرب من مئة وخمسين شخصا بين سوري وفلسطيني كان مبحرا باتجاه الجزيرة القبرصية التي لم يكن ليصلها بعد تجارب سابقة انتهت في أعماق الأزرق الكبير.
وأمام تعاظم أزمة النزوح في ظل غياب القرار السياسي ودفن المسؤولين اللبنانيين رؤسهم في الرمالفإن الجيش اللبناني توزع عند الحدود وفي الداخل وتحول جنوده إلى خفر سواحل فيما أولياء الأمر السياسي يضربون أخماسهم بأسداس الملف الرئاسي وعلى مرض الفراغ العضال الذي يتمدد إلى مراكز الحكم الأولى أفادت معلومات الجديد بان قائد الجيش العماد جوزف عون فاتح رئيس مجلس النواب نبيه بري عندما التقاه قبيل شهرين في عين التينة بمسألة التشكيلات
وتحدث عن خطورة الفراغ في المجلس العسكري وتحديدا في موقع رئاسة الاركان التي تمسك وحدها بقرار إمرة الجيش في حال غياب القائد.
وأضافت المعلومات ان الرئيس بري قال لقائد الجيش: البلد ما بيحمل ساعة بلا قائد جيش ، منمددلك. فاجابه عون: ما بدي تمددولي لكن ضروري التعيين في رئاسة الاركان.
وفي السباق بين فراغ بعبدا الذي دخل عامه الأول وفراغ اليرزة أواخر العام الجاري يلعب القطري شوطه الثالث.
وفي المعلومات ان مبعوثه جاسم آل ثاني سيقوم الاسبوع المقبل بجولة جديدة على القوى السياسية ولكن هذه المرة بقوة إسناد من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الاميركية للاتفاق على اسم مشترك للرئاسة وعلى نتائج الجولة الثالثة بين قصور القرار .. قد يصل الرئيس ولا يجد الجمهورية.
وبانتظار انقشاع الضباب اللبناني فإن المسيرات مجهولة الهوية التي أمطرت سماء الكلية الحربية في حمص لاحقت الجرحى إلى المستشفى العسكري لكنها لم تصل إلى هدفها فيما شيعت المدينة خريجي حربيتها في نعوش إلى المثوى الأخير لكن طيور الظلام ما زالت تحوم…