في زمن” ابو عبيدة ” تسقط روايات اسرائيل على ارض غزة فادعاءات جنرالات الحرب بالامس عن الدخول الى قلب المدينة ووسطها سلخها الرجل الملثم الذي يعرف عن اسرائيل كل شيء ولا يعرف له وجه او ملامح.
واعلن ابو عبيدة تدمير مئة وست وثلاثين آلية عسكرية اسرائيلية للاحتلال الذي لم يدخل عمق القطاع.
وهذه الهدايا لاسرائيل غلفت بمشاهد من الميدان تصطاد الدبابات من مسافة امتار قليلة وتلاعبها بالنيران .
ولكن الحرب في تشرينها الثاني تسير على ايقاع التفاوض للوصول الى هدنة انسانية لا تتعدى الايام الثلاثة .
ووفقا لمصدر مطلع على المفاوضات قالت وكالة رويترز إن المحادثات مستمرة بوساطة قطرية لتأمين إطلاق سراح ما بين عشرة و خمسة عشر اسيرا لدى حركة حماس مقابل وقف إنساني للعمليات العسكرية الإسرائيلية لمدة يوم أو يومين.
وفي معلومات الجديد ان اكثر من هدنة ستضطر اسرائيل الى الموافقة عليها في الايام المقبلة وتأخذ شكلا متفاوتا ومتقطعا ويتم خلالها تبادل اسرى بينهم اميركيون…
واذ ترفض اسرائيل حتى اللحظة وقف اطلاق النار فإن كل العوامل الدولية والاميركية تحشد بهذا الاتجاه لاسيما وإن الولايات المتحدة بدأ يرتفع ضغطها في المنطقة من صواريخ تضرب قواعدها وقد اعلنت المقاومة الاسلامية في العراق انها استهدفت قاعدة اميركية في الشدادي جنوب الحسكة السورية بالطائرات المسيرة وأصابتها بشكل مباشر . ومن لم يعلمه الزمن .. يؤدبه اليمن الذي أعلن اسقاطه طائرة اميركية في اجواء المياه الاقليمية اليمنية ووضع هذا الاستهداف في اطار حقه المشروع للدفاع عن البلاد.
وفي اطار الحق نفسه للدفاع عن الارض تستمر عمليات الجنوب اللبناني طالما هناك قصف اسرائيلي ،
وآخر الغارات ما سقط الليلة في الطريق بين ياطر وزبقين وهي مساحة غير مأهولة تربط بين القريتين ومكشوفة للمارة ما يعني ان اي ادعاء بانطلاق الصواريخ عبرها هو زائف كزيف الغارات الاسرائيلية ليلا والتي ادعى فيها العدو انه قصف مستودعات اسلحة لحزب الله ليتضح ان القصف استهدف مزارع دجاج .
وقبل قليل اعلنت اسرائيل الاستنفار في الجليل الاعلى خشية من اختراق مسيرة الاجواء الشمالية .
واذا كانت اسرائيل تفتك بالمدنيين من الجنوب الى غزة فإن حربها تلك لم تعد تحظى بالتأييد العالمي كما بدأت، وذلك وسط تصاعد لغة التأنيب والاتهامات المباشرة لها بارتكاب جرائم ضد الانسانية.
ولعل اقسى المواقف ما جاء مكررا على لسان الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيرش من ان التعاطف الذي تلقاه إسرائيل يتضاءل إلى حد بعيد بسبب الوضع الإنساني الكارثي في غزة ولاول مرة تصدر بلجيكا موقفا متطورا من العدوانية الاسرائيلية اذ قالت نائبة رئيس الوزراء البلجيكي بيترا دي سوتر إنه “حان الوقت لفرض عقوبات على إسرائيل فإسقاط القنابل كالمطر عمل غير إنساني”.
ولم يعد الانتقاد حكرا على جهات ودول معينة اذ برزت اعتراضات من قلب الخارجية الاميركية حيث تزايدت الأصوات المعارضة للدعم غير المشروط الذي تقدمه إدارة الرئيس جو بايدن لإسرائيل في حربها في غزة، وفي مذكرة داخلية بوزارة الخارجية عبر موظفون في الوزارة عن غضبهم لطريقة تعامل إدارة بايدن مع الحرب الإسرائيلية، قائلين إنه يجب على الولايات المتحدة توجيه الانتقادات علنا للإسرائيليين.
فهل ستندلع صفارات الانذار العالمية ضد اسرائيل ام تعطى الدولة الهمجية المزيد من الوقت ؟…