خرج توصيف الجرائم الاسرائيلية عن السيطرة، وأعلنت المفردات خلوها من عبارات توثق الجرم الذي تفوق على الإبادة ومصطلحاتها . فالعين العسكرية الاسرائيلية لم تعد ترى امامها سوى أنفاق وأسرى …يتراءون لها عند بوابات المشافي وفي الصفوف المدرسية والمساجد ومراكز ايواء النازحين ، الذين اعتقدوا مرة جديدة أن علم الامم المتحدة قد يشكل لهم خيمة أمان . وتحت هذه الاعلام الدولية ابادت اسرائيل النازحين الى مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا شمال غزة، فقصفت مبنى تابعا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” لتخرج الصورة المروعة عن اطفال أسلموا أرواحهم تحت مقاعد الدراسة وعن دماء نابت عن طبشور اللوح فكتبت بالأحمر حكاية مجزرة واكثر.
لا حول لهؤلاء ولا قوة لمن نجحوا في ان يستعينوا بفرق انقاذية لان غزة كانت قد اصبحت خارج التغطية والخدمة/./ وبأيام غزة المقتولة اصبح رقم المئتي شهيد عنوانا لنصف نهار قبل ان تقتله المجزرة الاخرى/./ وعبرت جثامين مدرستي الفاخورة وتل الزعتر بينما كانت طواقم طبية وتمرضية وجرحى يشقون طريقهم قسرا الى خارج مستشفى الشفاء/ ولم يحدث في التاريخ , حتى الاجرامي منه ,ان نزعت عن المرضى اجهزة الحياة وفرض عليهم اخلاء أسرتهم عنوة ليخرجوا من فراش المرض الى طريق الموت/ حاملين اوجاعهم بين ضلوعهم لمسافات طويلة .
ويسجل لاطباء في الشفاء انهم رفضوا الاخلاء قبل آخر مريض وانهم ظلوا الى جانب من هم في العناية المركزة وبعض الاطفال حديثي الولادة . وتقوم خطة اسرائيل بعد الاخلاء على حشو المستشفى بما تيسر من عبوات واسلحة لاتهام حماس بانها كانت تستخدم الشفاء منصة عسكرية .غير ان تجارب الجيش الاحمق اظهرت غباء صناعيا متطورا في تركيب الصور الزائفة التي جعلت منه جيشا اسرائيليا مثيرا للسخرية . واستنادا الى إعلام بريطاني ” محافظ” وشديد الدقة تبين ان اسرائيل استخدمت الخدعة في المشاهد المعروضة /وقالت صحيفة غارديان البريطانية أن اللقطات التي عرضتها إسرائيل من داخل مستشفى الشفاء لإثبات أن حماس تستخدم المستشفى مقرا عسكريا لها، فشلت في إثبات زعمها /فيما وثقت ال بي بي سي ان الصور تعرضت للتحوير والتحرير. والتزييف في الصورة تستخدمه اسرائيل ارضا وجوا عند الجبهة الشمالية مع لبنان / ففيما ادعت ان صواريخها دمرت منظومة جوية/ اعلن حزب الله اسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية من نوع هيرميز 450 قتالية متعددة المهام خرقت الاجواء اللبنانية، بصاروخ أرض-جو وشوهد حطامها يتساقط فوق منطقة إصبع الجليل عند الحدود. وادعاءت اسرائيل المضللة بلغت استهدافها عمقا متقدما في النبطية، اذ قصفت فجرا معمل علي شبيب لأشغال الالمينيوم الواقع على طريق تول – الكفور ما أدى إلى احتراقه بالكامل . ولم يتبين بعد الحريق ان هذا المعمل له أية إشغالات اخرى/ لكن الريبة الاسرائيلية تدفع بالقصف عشوائيا من بساتين الموز الى المصانع فالمنازل الفارغة ومزارع الدواجن التي لا تبيض سلاحا. لكن هذا المسار العسكري المتعثر والذي اخفق من غزة الى جنوب لبنان وأودع الاستخبارات الاسرائيلية في سلة المهملات ..
لم يعد يلقى زخم الدعم الاميركي والغربي لاسيما على مستوى الشوارع الغاضبة ومن ثم انعكاسا على الحكومات . مئة تظاهرة في بريطانيا في يوم واحد , تظاهرات تعم مدنا اميركية بينها واحدة أمام محطة القطارات الرئيسية في واشنطن للمطالبة بوقف العدوان على غزة وتنديدا بجرائم الاحتلال. اما المانيا الدولة الاكثر دعما لاسرائيل فقد اعلن مستشارها خلال محادثة مع نتياهو ان عليه تخفيف حجم العنف في غزة.
ستقود هذه المتغيرات الى ضغط دولي اميركي قد يرتفع على اسرائيل في مقابل بدء وضع مقرارات القمة العربية الاسلامية موضع التطبيق في محكمة الجنايات الدولية ومجلس الامن والى جانب الآليات التنفيذية , شبكة اتصالات عربية وغربية ابرزها بين وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان مع نظيرتيه الفرنسية كاثرين كلولونا والفنلدية الينا فالتونن .. وفي الاتصالين دعوة فورية لوقف اطلاق النار ودعم الحلول السياسية.